صفحة:العقد الفريد ج.1-2 (1953).pdf/164

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الجزء الأول ۱۲ ۱۰ 1. إلا أجرى عليهم ديم فضله ، وجداول بذله ، فإذا خرج من معا به مجمع عليه ؛ لم يسر إلا قليلا حتى يأتيه أن قد عملت حيله ؛ وكددت كثبه ؛ ونفذت مكايده ؛ فهدأت نافرة القلوب ، ووقعت طائرة الأهواء ، واجتمع عليه المختلفون بالرضا ؛ فيميل نظرا لهم و با هم و تعطفا عليهم ، إلى عدو قد أخاف سبيلهم ، وقطع طريقهم ، ومنع حجاجهم بيت الله الحرام ، وسلب تجارهم رزق الله الحلال . وأما الآخر فإنه يوجه إليهم من يعتقد له الحجة عليهم باعطاء ما يطلبون ، و بذل ما يسألون ، فإذا سمحت الفرق بقرانها له ، وجح أهل النواحي بأعناقهم و نحوه ، فأصفت إليه الأفئدة ، واجتمعت له الكلمة ، و قدمت عليه الوفود، قصد الأول ناحية بخوت بطاعتها، وألقت بأزمتها ، فألبسها جناح نعمته ، وأنزلها ظل كرامته ، وخصها بعظيم حيائه ، ثم عم عمر الجماعة بالمعدلة ؛ وتعطف عليهم بالرحمة ، فلا تبقي فيهم ناحية دانية ، ولا فرقة قاصية ، إلا دخلت عليها بركته ، ووصلت إليها منفعته ، فأغنى فقيرها ، و جي کسيرها ، ورفع وضعها ، وزاد رفيعها ، ما خلا ناحيتين : ناحية يغلب عليهم الشقاء و تستميلهم الأهواء فتستخف بدعوته ، و تبطئ عن إجابته ، وتتناقل عن حقه ، فتكون آخر من يبعث ، و أبطأ من يوجه ، فيضطمر عليها موجدة ، ويبتغي لها علة ، لا يلبث أن يجدها بحق يلزمهم ؛ وأمر يجب عليهم ، فتستلحمهم الجيوش ، و تأكلهم السيوف، ويستحر فيهم القتل ، ويحط الأمر ، ويفنيهم التتبع ، حتى يخرب البلاد، ويوم الأولاد. و ناحية لا يبسط لهم أمانا ، ولا يقبل لهم عهدا ، ولا يجعل لهم ذمة ؛ لأنهم أول من فتح باب الفرقة ، وتنزع جلباب الفتنة ، وربھ في شق العصا. ولكنه يقتل أعلامهم، ويأمر توادهم ، ويطلب فراهم في لجج البحار ، وقلل الجبال، و خمر الأودية ، و بطون الأرض ، تقتيلا و لیلا و تنكيلا ؛ حتى يدع الديار خرابا ، والنساء أيامي . وهذا أمر لا تعرف له في كتبنا وقنا ، ولا تصح منه غير ماقلنا تفسيرا . وأما موسى ولى عهدی ، فهذا أوان توجهه إلى خراسان ، وحلوله بجرجان ؛ وما قضى الله له من الشخوص إليها والمقام فيها ، خير للمسلمين مغبة ، وله بإذن وجای 1o 10

و ۲ 6 6