صفحة:العقد الفريد ج.1-2 (1953).pdf/165

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

من العقد الفريد من الناس ؟ G | ۱۰ الله عاقبة ، من المقام بحيث يمر في لجج جورنا ومدافع سیو لنا و مجامع أمواجنا، فيتصاغر عظيم فضله ، و يتذاب مشرق نوره ، ويتقلى كثير ما هو كائن منه .. فمن يصحبه من الوزراء ومن يختار له قال محمد بن الليث : أيها المهدى ، إن ولى عهدك أصبح الأمنك وأهل ملك علما قد تشكلت نحوه أعناها ، ومدت تته أبصارها ، وقد كان لقرب داره منك ، و محل جواره لك ، ل الحال ، قال الأمر ، واسع العذر ، فأما إذا انفرد بنفسه ، وخلا بنظره، وصار إلى تدبيره، فإن من شأن العامة وأمراء الأمة أن تفقد مخارج رأيه ، وتتنصت لمواقع آثاره ، ونسأل عن حوادث أحواله ، في بره و مرحمته ، و إقساطه ومعدلته ، وتدبيره وسياسته ، ووزرائه وأصحابه ، ثم يكون ما سبق إليهم أغلب الأشياء عليهم ، وأملك الأمور بهم ، وألزمها لقلوبهم ، وأشدها استمالة لرأيهم ، وعطفا لأهوائهم . فلا يفتأ المهدی - وفقه الله - ناظرأ له فيها قوی عمد ملكيته ، ويسدد أركان ولايته ، ويستجمع رضا أمته ، بأمر هو أزين الحاله ، وأظهر جماله ، وأفضل مبة لأمره، وأجل موقعا في قلوب رعيته ، وأحد حالا في نفوس أهل ملته . ولا أوقع مع ذلك بأستجاع الأهواء له 4 وأبلغ في استعطاف القلوب عليه ، من رحمة تظهر من فعله ، ومعدلة تنتشر عن أثره، ومحبة للخير وأهله ؛ وأن تختار المهدی - وفقه الله - من خيار أهل كل بلدة ، وفقهاء أهل كل مصر ، أقواما تسكن العامة إليهم إذا ذكروا، وتأنس الرعية بهم إذا وصفوا، ثم تسهل لهم عمارة شبل الإحسان : وفتح باب المعروف كما قد كان فتح له و سهل عليه . قال المهدي : صدقت ونصحت . ثم بعث في ابنه موسي ؛ فقال : أي بي إنك قد أصبحت لسمت عيون العامة صيا، والتي أعطاف الرعية غاية ، فستك شاملة ، وإساءتك نامية ، وأمرك ظاهر . فعليك بتقوى الله وطاعته ، فاحتمل سخط الناس فيهما ، ولا تطلب رضاهم بخلافهما ؛ فإن الله عز وجل كافيك من أنه عليك إيشارك رضاه ، وليس بكافك من اخطه عليك إيشارك رضامن سواه. lo

&