صفحة:العقد الفريد ج.1-2 (1953).pdf/166

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

TE: الجزء الأول & 5 ا ثم اعلم أن الله تعالى في كل زمان عترة من رسله ، وبقايا من صفوة خلقه ، وخبايا الصرة حقه ، يحدد حبل الإسلام بدعواهم ويشيد أركان الدين بنصرتهم ويتخذهم لأولياء دينه أنصارة ، وعلى إقامة عدله أعوانا ، دون الخلل ، ويقيمون الميل ، ويدفعون عن الأرض الفساد ؛ وإن أهل خراسان أصبحوا أبدى دولتنا ، وسيوف دعوتنا الذين نستدفع المكاره بطاعتهم ، ونصر في نزول العظام مناختهم ، وندافع ريب الزمان بعر أئمهم ، وتزاحم رکن الدهر بصائرهم. عمار الأرض إذا أرجفت كنفها ، وتوفي الأعداء إذا أبرزت صفحتها ، وحصون الرعية إذا تضايقت الحالى بها ؛ قد مضت لهم وقائع صادقات : ومواطن صالحات ، أخمدت نيران الفتن ، وقصمت دواعي البدع، وأذلت رقاب الجبارين ؛ ولم ينفكوا كذلك ماجروا مع ريح دولتنا ، وأقاموا في ظل دعوتنا ، واعتصموا ۱۰ بحبل طاعتنا التي أعز الله بها ذلتهم ، ورفع بها ضدهم، وجعلهم بها أربابا في أقطار الأرضين ، وملوكا على رقاب العالمين ، بعد لباس الذل ، وقناع الخوف ، وإطباق البلاء ، وحالفة الأسي ، وجهد البأس والشر . فظاهر عليهم لباس کرامتك ، و أنزخي في حدائق نعمتك , ثم أعرف لهم حق طاعتهم ، ووسيلة دانتهم ، وماتة سابقتهم ، وحرمة مناصحتهم ، بالإحسان إليهم ، والتوسعة عليهم ، والإثابة ۱۰ الحسنهم ، والإقالة أسيتهم أي بي : ثم عليك العامة ، فاشتدع رضاها بالعدل عليها . وأستجلب موتها بالإنصاف لها، وتحسن يذلك لربك ، وتزين به في عين رعيتك ، واجعل عمال القدر ، وولاة الحجج ، مقدمة بين يدى عملك ، وصفة منك لرعيتك ؛ وذلك أن تأمر قاضي كل بلد ، وخيار أهل كل ، أن يختاروا لأنفسهم رجلا وليه أمرهم ، وتجعل العدل حاكما بينه وبينهم ، فإن أحسن مدت ، وإن أساء عذرت.. هؤلاء عمال القدر ؛ وولاة الحجج . فلا يضيع عليك ما في ذلك - إذا أنتشر في الآفاق وسبق إلى الأسماع - من انعقاد السنة المرجفين ، وكبت قلوب الحاسدين ، و إطفاء نيران الحروب ، وسلامة عواقب الأمور ، ولا ينفك في ظل كرامتك و 10 مد ۳۰