صفحة:العقد الفريد ج.1-2 (1953).pdf/17

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
(ك)
التعريف بالكتاب ومؤلفه

أسفا : و هذه بضاعتنا ردت إلينا !... ثم دار الزمان و جئت الحوادث في آثار العرب فخذهم بالسنين و نقص من الأموال والأنفس والثمرات ، وتبعثرت المكتبة الحرية يحات بعد امتلاء ، ولكن على المشارقة ظل محفوظ بين دقي کتاب ابن عبد ربه المغربي الأندلسي القرطی...!

هذا، وقد كان كتاب العقد من بعد، مرجعا له خطره و مقداره عند كثير من علماء المشارقة ، فنقل عنه القلقشندى في صبح الأعشى ، والنويرى في نهاية الأرب ، والأبشی في المستطرف ، والبغدادي في خزانة الأدب ، وابن خلدون في المقدمة ، وغير هؤلاء كثير حتى قل أن يخلو كتاب من كتب النوادر بعد إلا كان العقد مرجمة و خزانة عليه ولو أني ذهبت أستقصى أسامي الكتب التي سطا أصحابها على العقد فاحملوا من خزائنه ما أغناهم وذهب بصيتهم وشهرتهم كل مذهب - الأعياني البحث وانقطع بي دون الاستقصاء

***

ولكن هذا الكتاب على ما قدمت من وصفه و من خبره و احتفال العلماء به ، لم يسلم من عبث الأيام ، وعدا عليه ما عدا على كثير من تراثنا العربي في الشرق والغرب ، فلم يصل إلينا إلا بعد ما تناولته أيدي العابثين بالمسخ والنشويه والحذف والزيادة ، حتى أوشك - ما دخل عليه - أن يفقد قيمته العلمية عند أهل البحث والنظر .

وكانت أولي طبعاته في مصر سنة ۱۲۹۳ ه ، ومن هذه الطبعة كل الطبعات التالية فهي صورة منها ما فيها من الغلط والتحريف والحشو و النقص ، ولم يحاول أحد منذ ذلك التاريخ أن ينظر في هذه الموسوعة العربية نظر العالم المحقق فيخرجها لقراء العربية في صورة أدى إلى الكمال : بلى ، قد حاول هذه المحاولة غير واحد من أهل التحقيق ثم ارتدوا جميعا على أعقابهم ، ومن هؤلاء من يعد رأسا في الآداب العربية ، منهم الأساتذة الأعلام أصحاب د مختار العقد » : المرحوم محمد الخضري بك ، و عبد الخالق عمر بك ، وعبد العزيز خليل بك ، وعبدالحكيم محمد انظر إليهم يقولون في مقدمة المختار بعد كلام في وصف العقد

«... غير أنا رأينا فيه ثلاثة عيوب كادت تذهب بحسنه و تمحو الأثر من استفادة .