صفحة:العقد الفريد ج.1-2 (1953).pdf/18

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
(ل)
التعريف بالكتاب ومؤلفه

الناس به : أما الأول فتحریف یکاد المعنى يضيع بسبه في كثير من مواضعه ، حتى سمعنا من أديب كبير أن إصلاح العقد الفريد مما ليس في مكة إنسان ، و يبين لك هذا أن تنظر إلى مثل هذه الجملة : «والفرح في أهلك، ثم تعلم أنها حرفت عن : والقدح في الملك ، وحينئذ يظهر لك صعوبة هذا الإصلاح حقيقية ... الخ.

قلت : ولو أن الأمر اقتصر على مثل عبارة « الفرح في أهلك، والقدح في الملك » لكان الأمر أهون ما قدروا ...

وسمعت من لا أتهم أن المرحوم الأستاذ المرصفي ، شيخ أدباء الجيل ، هم مرة أن يقرأ العقد لتلاميذه ثم نكص ، إشفاقا من مشقة تصحيحه ، فاذا كان هذا الخبر صحيحة ، ولا أحمد به بعيدا من الصحة ، فان فيه الدلالة على مقدار ما عبثت الأيام بأصول هذا الكتاب ، وما يعترض سبيل تصحيحه من أهوال ....

***

قلت : إن في النسخة التي بين أيدينا اليوم من العقد ما فيها من المسخ والتحريف والنقص والزيادة . أما المسخ والتحريف خسى الإشارة إلى نوعهما فيما ذكرت قبل من قول أصحاب «مختار العقد» ؛ وأما النقص فان مواضعه ظاهرة في هذه الطبعة بما زيد فيها من العبارات والحروف بين العلامتين []، وأما الزيادة حسب القارئ منها مثل واحد أنه إليه : فقد كانت وفاة ابن عبد ربه مؤلف العقد على التحقيق سنة ۳۲۸ ۵ ؛ فين أين له أن يترجم في أخبار الخلفاء وتواريخهم للراضي والمتقي ، والمستكفي ، والمطيع ، وكلهم بعد وفاة ابن عبد ربه ؟

***

ذلك هو العقد الفريد كما كان ، وها هو ذا اليوم بين يدى قارته ، لا أزعم أني بلغت به كل ما أردت ، ولكني بذلت له كل ما طقت ؛ وحسبي أن أجد بين يدى قراء العربية اليوم نسخة من هذه الموسوعة الجامعة أقرب إلى الكمال والصحة ، لأشعر بالرضا إلى مابذلت من جهد وما أنفقت من عافية ، ولا أحاول أن أصف على أكثر مما يصف