صفحة:العقد الفريد ج.1-2 (1953).pdf/205

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

من ن العقد الفريد ۱۸۳ 4 6 ا فأتي بحجام فجمنا في ساعة واحدة ، ثم قدم إلينا العام فقمنا ، فلا غسلنا أيدينا خلع علينا ثياب النادمة ، وخنا بالخلوق ، وللنا بأسر يوم مر بنا ، ثم إنه ذكر حاجة فدعا الحاجب ، فقال : إذا جاء عبد الملك القهرماني فأذن له . فنسی الحاجب . وجاء عبد الملك بن صالح الهاشمي على جلالته وسنه وقدره وأدبه ، فأذن له الحاجب . فما راعنا إلا طالعة عبد الملك . فتغير لذلك جعفر بن يحي و تنغص عليه ما كان فيه . فلما نظر عبد الملك إليه على تلك الحالة ، دعا غلامه فدفع إليه سيفه وسواده و عمامته ، ثم جاء ووقف على باب المجلس ، وقال : اصنعوابي ما صنعتم بأنفسكم . . قال : فاء الغلام فطرح عليه ثياب المنادمة ، ودعا بالطعام فطعم ، ثم جاء بالشراب فشرب ثلاثة ، ثم قال : خفف عني فإنه شيء ما شربه قط . فتهلل وجه جعفر و فرح . وكان الرشيد قد عتب على عديد الملك بن صالح ووجد عليه ، فقال له جعفر بن يحي : جعلني الله فداك ، قد تفات و تطولت وأسعدت ، فهل من حاجة تبنها مقدرتي ، أو تحيط بها نعمتی ، فأقضيها لك مكافأة لما صنعت ؛ قال : بلى ، إن قلب أمير المؤمنين عاتب على فله الرضا عني . قال : قد رضي عنك أمير المؤمنين . ثم قال : على أربعة آلاف دينار : قال : حاضرة ، ولكن من مال 15 أمير المؤمنين أحب إليك . قال : واني إبراهيم أحب أن أشد ظهره بصهر من أولاد أمير المؤمنين . قال . قد زوجه أمير المؤمنين عائشة . قال : وأحب أن تحقق الألوية على رأسه . قال : قد ولاه أمير المؤمنين مصر . قال : وانصرف عبد الملك ونحن تعجب من إقدامه على قضاء الحوائج من غير آستئذان أمير المؤمنين . فلما كان من الغد وقفنا على باب الرشيد ودخل جعفر ، فلم تلبث أن عمى بأبي يوسف القاضي و محمد بن الحسن وإبراهيم بن عبد الملك ، فعقد النكاح وحملت البدر إلى منزل عبد الملك ؛ وكتب بجعل إبراهيم على وعمر . وخرج جعفر فأشار إلينا ، فلما صار إلى منزله ونحن خلفه ، نزل ونزلنا زوله ؛ فالتفت إلينا ، فقال : تعلقت قلوبكم بأول أمر عبد الملك فأحببتم معرفة آخره ، وإني لما دخلت على أمير المؤمنين ل بين يديه وابتدأت القصة من أولها ؛ لجعل يقول : أحسن والقه ، فما صنعت ؟