صفحة:العقد الفريد ج.1-2 (1953).pdf/225

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

العقد الفريد ۴۰۳ ة ذلك وإنه يتردد بين خاطری و فکری . ثم قال لقيمه : ما عندك ؟ قال : مائتا دينار وعشرة آلاف درهم . قال : أدفعها إليه وما أراها تفي بحق بده عندنا فقال له الرجل : والله لو يكن لإسماعيل ولد غيرك لكان فيه ما كفاه فكيف وقد ولد سيد الأولين والآخرين محمد صلى الله عليه وسلم ، ثم شفع بك وبأبيك . ومن جوده أيضا : أن معاوية حلم عن الحسين بن على صلاته حتى ضاقت عليه حاله ، فقيل له : لو وجهت إلى ابن عرك عبيد الله ، فإنه قد قدم بنحو من ألف ألف درهم . فقال الحسين : وأين تقع ألف ألف من عبيد الله ؟ فوالله الجو أنجو من الريح إذا عصفت ، وأسخي من البحر إذا زخر . ثم وجه إليه مع رسوله بكتاب ذكر فيه حبس معاوية عنه صلاته وضيق حاله وأنه يحتاج إلى مائة ألف درهم . فلما قرأ عبيد الله كتابه ، وكان من أرق الناس قلبة وألينهم عطف ، انهملت عيناه ثم قال : ويلك يا معاوية مما اجترحت يداك من الإثم حين أصبحت لين المهاد رفيع العباد ، والحسين يشكو ضيق الحال وكثرة العيال .ثم قال لقهرمانه : أحمل إلى الحسين نصف ما أملكه من فضة وذهب وثوب ودابة ، وأخبره أني شاطرته مالى ، فإن أقنعه ذلك وإلا فارجع واحمل إليه الشطر الآخر . فقال له القيم : فهذه المؤون التي عليك من أين تقوم بها ؟ قال : إذا بلغنا ذلك دلك على أمر يقيم حالك ! فلما أتى الرسول برسالته إلى الحسين قال : إنا لله ! كم والله على ابن عمي وما حسبه يتسع لنا هذا كله . فأخذ الشطر وهو أول من فعل ذلك في الإسلام . ومن جوده أن معاوية بن أبي سفيان أهدي إليه وهو عنده بالشام من هدايا التيروز حللا كثيرة ومما رآنية من ذهب وفضة ، ووجهها مع حاجبه ، ، فلا وضعها بين يديه نظر إلى الحاجب وهو ينظر إليها ، فقال : هل في نفسك منها شيء ؟ قال : نعم والله ، إن في نفسي منها ما كان في نفس يعقوب من یوسف عليهما السلام . فضحك عبيد الله وقال : فشأتك بها فهي لك . قال : جعلت ۱: هن ماله