صفحة:العقد الفريد ج.1-2 (1953).pdf/228

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۴۹ الجزء الأول من دی ۱۰ قال : رأيت . قال : وما ذاك ؟ قال : رأيت على حشمه ومواليه ثيابا وسخته ، ورأيت صحن داره غیر مانوس ، ورأيت التجار يخاصمون هر مانه . قال : صدقت ، كل ذلك قد رأيته . فوجه إليه مع سلم بثلثمائة ألف ، فسبق رسول يبشره بها ويخبره بما كان . فغضب سعيد وقال للرسول : إن صاحبك ظن أنه أحسن فأساء ، وتأقل فأخطأ ؛ فأما وسخ ثياب الحثهم فمن كثرة حركته آتسخ ثوبه ، وأما گذس الدار فليست أخلاقنا أخلاق من جعل داره مرآته، وزنه البسه ، ومعروفه عطره ، ثم لا يبالي بمن مات هزلا الميتة أو حرمة . وأما منازعة التجار قهرمانی من كثرة حوائجه وبيعه وشرائه ؛ لم يجد بدا من أن يكون ظالما أو مظلومة . وأما المال الذي أمر به أمير المؤمنين في صلته كل ذي قاعالية وهنأته كرامته المنعم بها عليه ، وقد قبلناه و أمرنا لصاحبك منه بمائة ألني ، ولشرحبیل بن السمط بمثلها ، واليزيد بن شجرة بمثلها ، وفي سعة الله و بسط يد أمير المؤمنين ما عليه معولنا. فركب مسلم بن عقبة إلى معاوية فأعلمه ، فقال : صدق ابن عمي فيما قال وأخطأت فما انتهيت إليه ، فاجعل نصيبك من المال لروح بن زنباع عقوبة لك، فإنه من جني جناية عوقب بمثلها ، كما أنه من فعل خير اكو في عليه . ومن جوده أيضا أن معاوية كان يداول بينه و بين مروان بن الحكم في ولاية المدينة ، فكان مروان قارضه ، ولما دخل على معاوية قال له : كيف تركت عبد الملك ؟ يعني مروان . قال : تركته هذا الأمرك ، مصلحا لعملك . قال معاوية : إنه كصاحب الخبرة : كني إنضاجها فأكلها ! قال : كالا يا أمير المؤمنين ؛ إنه من قوم لا يأكلون إلا ما حصدوا ، ولا يحصدون إلا ما زرعوا. قال : فما الذي باعد بينك وبينه ؟ قال خفته على شرفي وخافي على مثله . قال : فأي شيء كان له عندك ؟ قال : أشوه حاضرا وأسه غائبا . قال : يا أبا عثمان ، تركتنا في هذه الحروب . قال : حملت الثقل وكفيت الحزم . قال : فيا أبطأ بك ؟ قال عناؤك على أبطأ ني عناك، وكنت قريبا لو دعوت لأجبناك ، ولو أمرت الأطعناك . قال : 10 ها أنا ۲۰