صفحة:العقد الفريد ج.1-2 (1953).pdf/229

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

من العقد الفريد Y.V ذلك ظنا بك . فأقبل معاوية على أهل الشام فقال يأهل الشام ، هؤلاء قومی وهذا كلامهم . ثم قال : أخبرني عن مالك ، فقد ثبت أنك تحري فيه . قال : يا أمير المؤمنين ، لنا مال يخرج لنا منه فضل ، فإذا كان ما خرج قليلا أنفقناه على قلته ، وإن كان كثيرا فكذلك ، غير أنا لا ندخر منه شيئا عن معسر ولا طالب ولا مستحمل ، ولا نستأثر منه بفلذة لحم ولا مزرعة شحم . قال : فكم يدوم لك هذا ؟ قال من السنة أصفها . قال : فما تصنع في باقيها ؟ قال : نجد من يسلفنا ويسارع إلى معاملتنا . قال : ما أحد أحوج إلى أن يصلح من شأنه منك . قال : إن شأننا لصالح يا أمير المؤمنين ، ولو زدت في مالي مثله ما كنت إلا بمثل هذه الحال . فأمر له معاوية بخمسين ألف درهم ، وقال : اشتر بها ضيعة تعينك على مرو أتك. فقال سعيد : بل أشتری ها حمدا وذكرا باقيا . أطاعم بها الجائع ، و أزوج بها الأتيم، وأفك بها العاني ، وأواسي بها الصديق ، وأصلح بها حال الجار فلم تأت عليه ثلاثة أشهر وعنده منها در هم . فقال معاوية : ما فضيلة بعد الإيمان بالله هي أرفع في الذكر ولا أنه في الشرف من الجود، وحسبك أن الله تبارك وتعالى جعل الجود أحد صفاته . ومن جوده أيضا ما حكاه الأصمعي ، قال : كان سعيد بن العاص يستمر معه ساره إلى أن ينقضي حين من الليل ، فانصرف عنه القوم ليلة ورجل قاعد لم سعید باطفاء الشمعة و قال : حاجتك يا فتى ؟ فذكر أن عليه دينا أربعة آلاف درهم . وأمر له بها ، وكان إطفاؤه للشمعة أكثر جود عبید الله بن أبي بكرة ومن جود عبید الله بن أبي بكرة أنه أدلى إليه رجل بحرمة، فأمر له بمائة ألف درهم ، فقال : أصلحك الله ، ما وصلني أحد بمثلها قط ، ولقد قطعت لساني عن شكر غيرك ، وما رأيت الدنيا في يد أحد أحسن منها في يدك ، ولولا أنت لم تبق لها هجة إلا أظلمت ، ولا نور إلا انطمس - ۱۵ قم ، فأمر من عاا شي عن عبيد الله ابن أبي بكرة