صفحة:العقد الفريد ج.1-2 (1953).pdf/230

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۴۰۸ شي ، عن عبيد الله ومن جود عبید الته بن معمر ابن معمر من جود عبید الله بن معمر القرشي التيمي القرشي ، أن رجلا أتاه من أهل البصرة كانت له جارية نفيسة قد أتها بأنواع الأدب حتى برعت وفاقت في جميع ذلك ، ثم إن الدهر قعد بسيدها ومال عليه . وقدم عبيد الله بن عمر البصرة من بعض وجوهه ، فقالت لسيدها : إني أريد أن أذكر لك شيئا أستحي منه ، إذ فيه جفاء مني ، غير أنه يسهل ذلك على ما أري من ضيق حالك وقلة مالك وزوال نعمتك ، وما أخاف عليك من الأحتياج وضيق الحال ، وهذا عبيد الله بن معمر قدم البصرة ، وقد علمت شرفه وفضله وسعة كمه وجود نفسه ، فلو أذنت لي فأصلحت من شأن ثم تقدمت بي إله وعرضي عليه هدية ، رجو أن يأتيك ن مكافأته ما قيلك الله به وينهشك إن شاء الله . قال : فیکی و جدا عليها و جزعا لفراقها منه ، ثم قال لها : لولا أنك نطقت، هذا ما أبدأتك به أبدا . ثم نهض بها حتى أوقفها بين يدى عبيد الله فقال : أعزك الله ، هذه جارية ربيتها ورضيت بها لك ، فأقبلها مني هدية . فقال : مثلى لا يستهدي من مثلك : فهل لك في بيعها أجزل لك الثمن عليها حتى ترضى ؟ قال : الذي تراه . قال : يقنعك منی عشر بدر في كل بدرة عشرة آلاف درهم ؟ ؟ قال : والله يا سيدمی ما آمد. أملى إلى شر ما ذكرت ، ولكن هذا فضلك المعروف وجودك المشهور . فأمر عبيد الله بإخراج المال حتى صار بين يدي الرجل وقبه ، وقال للجارية : ادخلي الحجاب . فقال سیدها : أعزك الله ! لو أذنت لي في وداعها ! قال : نعم . فوقفت وقام ، وقال لها وعيناه تدمعان : أبو بحزن من فراقك موجع . أقابي به لي طبل تفکری ولولا تعود الدهر في عنك لم يكن : فرقا شيء سوى الموت فاعذری عليك سلام لا زيارة بينا = ولا وصل إلا أن يشاء ابن معمر قال عبد بن معمر : قد شنت ذلك ، فذ جاريتك وبارك الله لك في المال . فذهب بجاريته وماله فعاد غنيا