صفحة:العقد الفريد ج.1-2 (1953).pdf/231

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

العقد الفريد ۴۰۹ ، ! ۱۰ فهؤلاء أجواد الإسلام المشهورون في الجود المنسوبون إليه ، وهم أحد عشر رجلا كما ذكرنا وسينا ، وبعدهم طبقة أخرى من الأجواد ، قد شهروا بالجود و عرفوا بالكرم ، وحدث أفعالهم ، وسنذكر ما أمكننا ذكره منها إن شاء الله تعالى : الطبقة الثانية من الأجواد فمنهم الحكم بن حنطب قبل النصيب بن رباح : خرف شعرك أباحجن ! قال لا، ولكن خرق الكرم ؛ لقد رأیتی و مدح الحكم بن حنطب ، فأعطاني ألف دينار ومائة ناقة وأربعمائة شاد . وسأل أعرابي الحكم بن حنطب ، فأعطاء خمسمائة دينار ، فبكى الأعرابي ، فقال : ما يبكيك يا أعرابي ؛ لعلك استقللت ما أعطيناك ؟ قال : لا والله ، ولكني أبكي لما تأكل الأرض منك ، ثم أنشأ يقول : وكأن آدم حين حان وفاته , أوصا وهو يجود بالوباء بنه أن عام فرع . فكف آدم عية الأبناء التي قال : أخبرني رجل من أهل متيج ، قال : قدم علينا الحكم بن حطب وهو ملقى فأغنانا ! قال له : كيف أفتاك وهو ملقي ؟ قال : علا المكارم ، فعاد غنينا على فقيرنا و هم معن بن زائدة وكان يقال فيه : حدث عن البحر ولا حرج ، وحدث عن معن ولا حرج : وأتاه رجل يسأله أن يحمله ، فقال : ياغلام ، أعطه فرسا و برون و بغلا وعيرا وبعيرا وجارية . وقال : لو عرفت مسکو با غير هؤلاء الأعطيتك . العتبي قال : لما قدم معن بن زائدة البصرة واجتمع إليه الناس ، أتاه مروان ابن أبي حفصة فأخذ بعضادتي الباب ، فأنشده شعره الذي قاله فيه : نا أحجم الأعداء عن بقية , عليك ، ولكن لم يروا فيك مطمعا له راحتان الف والجود فهما و أبى الله إلا أن يتم وينفعا ۳۰ (۲۷)