صفحة:العقد الفريد ج.1-2 (1953).pdf/250

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الجزء الأول ۲۲۸ کرى والعان 4

وا وفود العرب على کری ابن القطای عن الكلى قال : قدم النعمان بن المنذر على کسری و عنده و فود الروم والهند والصين ، فذكروا من ملوكهم وبلادهم . فافتخر النعمان بالعرب وفضلهم على جميع الأمم ، لا يستثنى فارس ولا غيرها ، فقال كسرى وأخذته عزة الملك : يا نعيان ، لقد فكرت في أمر العرب وغيرهم من الأمم ، ونظرت في حال من يقدم على من وفود الأم ، فوجدت الروم لها حظ في اجتماع ألفتها وعظم سلطانها ، وكثرة مدائنها ، ووثيق بنيانها ؛ وأن لها دينا بين حلالها وحرامها ويرة سفيها ويقيم جاهلها . ورأيت الهند نحوا من ذلك في حكمتها وطها ، مع كثرة أنهار بلادها وثمارها ، ومجيب صناعاتها ، وطيب أشجارها ، ودقق حسابها وكثرة عددها . وكذلك الصين في اجتماعها ، وكثرة صناعات أيديها في آلة الحرب وصناعة الحديد ، وفروسیتها و هيتها ، وأن لها ملكا يجمعها . والترك والجزر على ما هم من سوء الحال في المعاش ، وقلة الريف والثمار والحصون ، وما هو رأی عمارة الدنيا من المساكن والملابس ، لهم ملوك تضم قواصهم و تدبر أمرهم . ولم أر للعرب شيئا من خصال الخير في أمر دين ولا نا ، ولا حزم، ولا قوة ، مع أن ما يدل على مهانتها وذها وصر همتها ، محلتهم التي هم بها مع الوحوش ۱۰ النافرة ، والطير الحائرة ، يقتلون أولادهم من الفاته ، ويأكل بعضهم بعضا من الحاجة ، قد خرجوا من مطاعم الدنيا وملابسها ، ومشاربها ولهوها ولذاتها وأفضل طعام ظفر به ناعهم لحوم الإبل التي يعافها كثير من السباع لثقلها وسوء طعمها وخوفي دائها ، وإن فى أحدهم ضيفا عذها مكرمة ، وإن أطعم أكلة عدها غنيمة ؛ تنطق بذلك أشعارهم ، و تفتخر بذلك رجالهم ، ما خلا هذه التنوخية التي أسس جدی اجتماعها ، وشد مملكتها ، ومنعها من عدوها ؛ جرى لها ذلك إلى يومنا هذا ، وإن لها مع ذلك آثارا ولبوسا ، وري وحصونا ، وأمورا به بعض أمور الناس - يعني اليمن - ثم لا أراكم تسکینون على ما بكم من الذلة و القلة والفاقة والبؤس ، حتى تفتخروا وتريدوا أن تنزلوا فوق مراتب الناس . گا یا