صفحة:العقد الفريد ج.1-2 (1953).pdf/252

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الجزء الأول ۳۲۰ ۵ فعقرها له ويرضى أن يخرج عن دنياه كلها فيما يكسبه حسن الأحدوثة وطيب الذكر وأما حكمة ألسنتهم فإن الله تعالى أعطام في أشعاره ورونق كلامهم وحسنه ووزنه وقوافيه ، مع معرفتهم بالأشياء ، وضربهم للأمثال ، و إبلاغهم في الصفات ما ليس لشيء من السنة الأجناس . ثم خيلهم أفضل الخيل ، ونساؤهم أعن النساء ، ولباسهم أفضل اللباس و معادنهم الذهب والفضة ، وحجارة جبالهم الجزع ، ومطاياهم التي لا يبلغ على مثلها سفر ، ولا يقطع بمثلها بل قفر وأما دينها وشريعتها ، فإنهم متمسكون به ، حتى يبلغ أحدهم من نسكه بدينه أن لهم أشهر حرمة ، و لدا محرم ، وبيتة محجوج ينسكون فيه مناسكهم ويذبحون فيه ذبائحهم ، فيلق الرجل قاتل أيه أو أخيه ، وهو قادر على أخذ ثأره وإدراك رغبته منه ، فيحجزه کرمه ويمنحه دينه عن تناوله بأذى . وأما وفاؤها، فإن أحدهم يلحظ اللحظة، ويوم الإيماءة فهي ولث و عقدة لا يحلها إلا خروج نفسه ، وإن أحدهم ليرفع عودة من الأرض فيكون رهنا بدينه فلا يغلق رهه ولا تخف ذمته ، وإن أحدهم لأنه أن رجلا استجار به ، وعسى أن يكون ناتية عن داره ، فيصاب ، فلا يرضى حتى من تلك القبيلة التي أصابته أو تفى قبيله لاخف من جواره ؛ وإنه ليلجأ إليهم المجرم المحدث من غير معرفة ولا قرابة ، فتكون أنفسهم دون نفسه ، وأموالهم دون ماله وأما قولك أيها الملك : يبدون أولادهم ، وإنما حوله من يفعله منهم بالإناث أنقة من العار وغيرة من الأزواج . أما قولك : إن أفضل طعامهم لحوم الإبل على ما وصفت منها ، فما تركوا ما دونها إلا احتقارا له ، فعمدوا إلى أجلها وأفضلها ، فكانت مراكبهم وطعامهم مع أنها أكثر البهائم شحومة، وأطيها لحوما ، وأرقها أياتنا، وأقلها عائلة ، وأحلاها مضخة ، و إنه لا شيء من اللحمان يعالج ما يعالج به لحمها إلا استيان فضلها عليه . وأما تحارهم وأكل بعضهم بعضا، وتركهم الانقياد لرجل يس و مهم ويجمده م؛ و۱ ۲۰