صفحة:العقد الفريد ج.1-2 (1953).pdf/253

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

من العقد الفريد ۲۳۱ 0 فإنما يفعل ذلك من يفعله من الأمم إذا أنس من نفسها ضعفا وتخوفت نهوض عدوها إليها بالزحف ، وإنه إنما يكون في المملكة العظيمة أهل بيت واحد يعرف فضاهم على سائر غيرهم ، فلقون إليهم أمورهم، وينقادون لحمر بأزمهم : وأما العرب فإن ذلك كثير فيهم ، حتى لقد حاولوا أن يكونوا ملوكا أجمعين مع أنفتهم من أداء الحراج والوطن بالعسف . وأما العين التي وصفها الملك فإنما أتى ج الملك ولها الذي أتاه عند غلية الجيش له على ملك مسق ؛ وأمر مجتمع ؛ فأتاه مسلوبا طريدة مستصرخا ، وقد تقاصر عن إيوائه ، وصر في عينه ما شيد من بنائه . ولولا ما وتر به من يليه من العرب ال إلى مجال ، ولو جد من يجيد الطعان ويغضب للأحرار من غلبة العبيد الأشرار . قال : فعجب کسری ا أجابه النعمان به ؛ وقال : إنك لأهل لموضعك من الرياسة في أهل إقليمك ولا هو أفضل . ثم كساه من كسوته ، وسرحه إلى 4 ۱: موضعه من الحيرة . وا فلما قدم النسيان الحيرة وفي نفسه مافيها ما سمع من کسری من نقص العرب وتهجين أمرهم ، بعث إلى أكثم بن صيفي وحاجب بن زرارة التميميين ، وإلى الحارث بن عياد وقيس بن مسعود البكريين ، وإلى خالد بن جعفر ، وعلقمة ثلاثة ، وعامر بن الطفيل العامريين ، وإلى عمرو بن الشريد السلمي ، وعمرو بن معد يكرب الزبيدي ، والحرث بن ظالم المزي؛ فلما قدموا عليه في الحوراق ، قال لهم : قد عرفتم هذه الأعاجم وقرب جوار العرب منها ، وقد سمحت ۲۰ کسری مقالات تخوف أن يكون لها غور، وأن يكون إنما أظهرها لأمر أراد أن يتخذ به العرب خولا كبعض باامته في تأديتهم الخراج إليه ، كما يفعل ملوك الأمر الذين حوله . فاقتص عليهم مقالات کسری و ما رد عليه ، فقالوا : أيها الملك ، وفقك الله ، ما أحسن ماردت ، وأبلغ ماده به ؛ مرنا بأغرك ، واذنا إلى ماشئت .. من 6