صفحة:العقد الفريد ج.1-2 (1953).pdf/255

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

من العقد الفريد ۳۳۳ عن يمينه وشماله ، ثم دعا بهم على الولاء والمراتب التي وضعهم النعمان بها في كتابه ؛ وأقام الترجمان ليؤدى إليه كلامهم ، ثم أذن لهم في الكلام . فقام أكثم بن صيفي فقال : إن أفضل الأشياء أعاليها ، وأعلى الرجال ملوكها ، وأفضل الملوك أعمها نفعا ، و خير الأزمنة أخصبها ، وأفضل الخطباء أصدها الصدق منجاة ، والكذب مهواة ، والشر لجاجة ، والحزم مركب صعب ، والعجز مركب وطيء . آفة الرأي الهوى ، والعجر مفتاح الفقر ، وخير الأمور الصبر . حسن الظن ورطة ، وسوء الظن عصمة . إصلاح فساد الرعية خير من إصلاح فساد الراعي . من فسدت بطانته كان كالغاص بالماء . شر البلاد بلاد لا أمير بها. شر الملوك من خافه البريء . المرء يعجز لا المحالة . أفضل الأولاد البررة ، وخير الأعوان من لم يراء بالنصيحة . أحتى الجنود بالنصر من حنت سريره . يكفيك من الزاد ما بلغك المحل . حسك من شر ماعه . الصمت حكم و قليل فاعله . البلاغة الإنجاز . من شدد نقر ، ومن تراخي تألف فتعجب كسرى من أكثم ، ثم قال : ووك يا أكم! ما أحكمك وأوثق كلامك لولا وضعك كلامك في غير موضعه قال أكثم : الصيق بني عنك لا الوعيد .. قال كري : لو لم يكن للعرب غيرك لكني . قال أكثم : ب قول أن من صول. ثم قام حاجب بن زرارة التميمي . فقال : وری ندك ، و عملت بدك ، و هیب سلطانك. إن العرب أمة قد غلظت أكبادها ، وآمستحصدت ممرتها، ومنعت درتها ، وهي لك وامقة ما تألفتها ، مسترسلة مالا ينتها ، سامعة ماساحتها ، وهي العلقم مرارة، والصاب غضاضة ، والعسل حلاوة ، والماء الزلال سلاسة. نحن وفودها إليك ، وألسنتها لديك ؛ ذقتنا محفوظة ، وأحسابنا ممنوعة ، وعشائرنا فينا سامعة مطيعة ؛ إن تبت لك حاهدین خيرا فلك بذلك عموم تخمدتنا ، ، وإن تم لم نخص بالذم دونها . ۱۵ ۳۰ . (۳۰)