صفحة:العقد الفريد ج.1-2 (1953).pdf/272

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

و۲ الجزء الأول

۱۰ امرأة قريبة عهد بجاهلية ؛ فقال الرجل الذي يليني من الصف : امرأة أنت أم رجل ؟ فقلت : لا بل آمرأة . فقال : إنك كدت تفتنيني ، فصلى في النساء وراءك . فإذا صف من نساء قد حدث عند الحجرات لم أكن رأيته إذ دخلت ؛ فكنت فيهن ؛ حتى إذا طلعت الشمس دنوت ؛ فعلت إذا رأيت رجلا ذا رواء وذا قشر طمح إليه بصري لأرى رسول الله فوق الناس ، حتى جاء رجل ؛ فقال : السلام عليك يا رسول الله فقال : وعليك السلام ورحمة الله وعليه تعني النبي صلى الله عليه وسلم - أسماك مليتين ، كانتا من عفرتين وقد نفضتاء ومعه سيب نخلة مقشو غير خوصتين من أعلاه؛ وهو قاعد القرفصاء . فلما رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم متخشع في الجلسة أرعدت من الفرق ، فقال جليسه : یا رسول الله ، أرعدت المسكينة . فقال رسول الله ، ولم ينظر إلى وأنا عند ظهره : يا مسكينة ، عليك السكينة . قالت : فلما قالها صلى الله عليه و سلم أذهب الله ما كان دخل في قلبي من الرعب . وتقدم صاحي أول رجل فبايعه على الإسلام عليه وعلى قومه ، ثم قال : یا رسول الله ، اكتب بيننا وبين تميم كتاب بالدهناء لا يجاوزها إلينا منهم إلا مسافر أو مجاوز. قال : يا غلام ، اكتب له بالدهناء . قالت : فلما رأيته أمر بأن يكتب له ؛ شخص بي، وهي وطني وداری ؛ فقلت : يا رسول الله ؛ إنه لم يسألك السوية من الأرض إذ سألك ؛ إنما هذه الدهناء مقيد ألجمل ومرعى الغنم ؛ ونساء بني تميم وأبناؤها وراء ذلك . فقال : أمسك يا غلام ، صدقت المسكينة المسلم أخو المسلم ، يسعهما الماء والشجر ، ويتعاونان على الفتان . فلما رأى حريث أن قد حل دون كتابه ، قال كنت أنا وأنت كما قال المثل : حتقها تحمل ضأن بأظلافها ! فقلت : أما والله ما علمت إن كنت لدليلا ۱: (1) القشر : اللباس .