صفحة:العقد الفريد ج.1-2 (1953).pdf/278

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۲۹۰ الجزء الأول o ۱۰ عيناه . فقال له عمر ، أما أنت فقد أقررت . إما أن ترضيه وإلا أقده منك قال : أتقيده مني وأنا ملك وهو شوقه ؟ قال : يا جبلة ، إنه قد جمعك وإياء الإسلام ، فما تفضله بشيء إلا [ بالشتي ] بالعافية . قال : والله لقد رجوت أن أكون في الإسلام أعزمي في الجاهلية ، قال عمر : دع عنك ذلك . قال : إذن أتنكر ، قال : إن تنصرت ضربت عنقك . قال : واجتمع قوم جيلة وبنو فزارة فكادت تكون فتنة ، فقال جبلة : أرني إلى غد يا أمير المؤمنين . قال : ذلك لك . ولا كان جنح الليل خرج جيلة وأصحابه ، فلم يبن حتى دخل القسطنطينية على هرقل ، فتنصر وأقام عنده ، وأعظم هرقل قدوم جبلة ، ور بذالك وأقطعه الأموال والأرضين والرباع . ثم بعث عمر بن الخطاب رسولا إلى هرقل يدعوه إلى الإسلام ، فأجابه إلى المصالحة على غير الإسلام ، فلما أراد أن يكتب جواب عمر قال للرسول : ألقيت ابن عمك هذا الذي بلدنا ۔ یعنی جبلة - الذي أتانا راغبا في ديننا ؟ قال : ما لقيته . قال : القه ، ثم أتى أعطك جواب كتابك . وذهب الرسو رسول إلى باب جبلة ، فإذا عليه من القهارمة والحجاب والبهجة وكثرة الجمع مثل ما على باب هرقل قال الرسول : فلم أزل أتلطف في الإذن حتى أذن لى ، فدخلت عليه ، فرأيت رجلا أصهب اللحية ذا سیال ؛ وكان عهدی به أسمر أسود اللحية والرأس . فنظرت إليه فأنكرته، فإذا هو قد دعا بحالة الذهب فذتها في لحيته حتى عاد أصهب ، وهو قاعة على سرير من قوارير ، قوائمه أربعة أشود من ذهب ، فلما عرفني رفعتي معه في السرير ، فعل يسائلني عن المسلمين ، فذكرت خيرآ ، وقلت : قد أضعفوا أضعافا على ما تعرف، فقال : كيف تركت عمر بن الخطاب ؟ قلت : نخیر. فرأيت الغم قد تبين فيه لما ذكرت له من سلامة عمر . قال : فانحدرت عن السرير . فقال : لم تأبي الكرامة التي أكرمناك بها ؟ قلت : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم تہی عن هذا. ۲۰ 6