صفحة:العقد الفريد ج.1-2 (1953).pdf/279

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

العقد الفريد ۲۹۱ . 4 قال : نعم ، صلى الله عليه وسلم ، ولكن نق قلبك من الدنس ولا تبال علام قعدت . فلما سمعته يقول : صلى الله عليه وسلم طمعت فيه ، فقلت له : وحك يا جيلة ! ألا تسلم وقد عرفت الإسلام وفضله ؛ قال : أبعد ما كان مني ؟ قلت : نعم ، قد فعل رجل من بني فزارة أكثر مما فعلت : ارتد عن الإسلام وضرب و جوة المسلمين بالسيف ، ثم رجع إلى الإسلام وقبل ذلك منه وخلفته بالمدينة مسلا . قال : در في من هذا ، إن كنت أضمن لى أن يزوجي عمر ابنته ويولي الأمر بعده رجعت إلى الإسلام . قلت : ضمنت لك التزويج ولم أضمن لك الإمرة . قال : فأومأ إلى خادم بين يديه ، فذهب مسرعا ، فإذا خدم قد جاءوا يحملون الصناديق فيها الطعام ، فوضعت ، ونصبت موائد الذهب و صحاف الفضة وقال لي : كل ، فقبضت يدي . وقلت : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهی عن الأكل في آنية الذهب والفضة . فقال نعم صلى الله عليه وسلم ، ولكن تقی قلبك وكل فيها أحببت . قال : فأكل في الذهب والفضة وأكل في اللي ولما رفع الطعام جيء بطاس الفضة وأباريق الذهب ، وأومأ إلى خادم بين يديه ، فز مسرعا ، فسمعت چا ، فالتفت ، فإذا خدم معه الكراسي مرصعة بالجواهر ، فوضعت عشرة عن يمينه وعشرة عن يساره ، ثم سمعت جتا ، فإذا عشر جوار قد أقبلن مطمو مات الشعر متكسرات في الخلى عليهن ثياب الديباج ، فلم أر وجوها قط أحسن منهن ، فأقعدهن على الكراسى عن يمينه ؛ ثم سمعت حسا ، فإذا عشر جوار أخرى ، فأجلسهن على الكراسي عن يساره ؛ ثم سمعت حسا ، ۲۰ فإذا جارية كأنها الشمس حسنا ؛ وعلى رأسها تاج ، على ذلك التاج طائر لم أر أحسن منه ، وفي يدها اليمني جام فيها مسك وعنبر ، وفي يدها اليسرى جامة فيها ماء ورد ، فأومأت إلى الطائر أو قال : فصرت بالطائر ، فوقع في جام ماء الورد فاضطرب فيه ، ثم أومأت إليه أو قال : فصفرت به ، فطار حتى نزل على صليب (1) 5 ۱۵ (1) الخليج : الجفنة