صفحة:العقد الفريد ج.1-2 (1953).pdf/28

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٦
الجزء الأول

اللائمة لهم ورب ملوم لاذنب له . ولا سبيل إلى السلامة من السنة العامة إذ كان رضي جملتها وموافق جماعتها من العجز الذي لا يدرك والهتنيع الذي لا يملك ( ولكل حصته من العدل ، ومنزلته من الحكم . فمن حق الإمام على رعيته أن يقضى عليهم بالأغلب من فعله والأعم من حكمه ، ومن حق الرعية على إمامها حسن القبول لظاهر طاعتها وإضرابه صفح عن مكاشفتها ، كما قال زیاد لما قدم العراق واليا عليها : أيها الناس ، قد كانت بيني وبينكم إتحن ، جعلت ذلك دبر أذني وتحت قدمی ، فمن كان محمد فايزدة في إحسانه ، ومن كان مسيئا فلينزع عن إساءته . إني لو علمت أن أحدكم قد قتله المال من بوضى لم أكشن له قناعا ولم أهيك له ستر أ حتى بیدی صفحه لي .

لابن عمر

وقال عبد الله بن عمر : إذا كان الإمام عادلا فله الأجر وعليك الشكر ، وإذا كان الإمام جائرا فله الوزير وعليك الصبر .)

لكعب الأحبار

وقال كعب الأحبار : مثل الإسلام والسلطان والناس : مثل الفسطاط والعمود والأوتاد. فالفسطاط الإسلام، والعمود السلطان، والأوتاد الناس. ولا يصلح بعضهم إلا ببعض. وقال الأفوه الأودي:

لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم
ولا سراة إذا جهّالهم سادوا
والبيت لا يبتنى إلا له عمد
ولا عماد إذا لم ترس أوتاد
وإن تجمّع أوتاد وأعمدة
يوما فقد بلغوا الأمر الذي كادوا

نصيحة السلطان و لزوم طاعته

قال الله تبارك تعالى : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ.

وقال أبو هريرة: لما نزلت هذه الآية أمرنا بطاعة الأئمة. وطاعتهم من طاعة الله، وعصيانهم من عصيان الله.