صفحة:العقد الفريد ج.1-2 (1953).pdf/295

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الحقد الفريد ۲۷۷ ۱۰ | وقبل ما بين عيني ، وقال : أما إذا جزى الله التراخين خيرة بفضل تواصلهما ، جزاك الله عني أفضل الجزاء؛ فوالله لن لیست لك لأرفعن ناظرك، ولأغلين کعبك ، ولأتبعن الرجال غبار قدميك . قال : فقلت : يهزأ بي وحق الكعبة ! فلما وصلت إلى عبد الملك ، أدناني حتى أدنان عن مجلسي الأول ، ثم قال : یابن طلحة ، لعل أحدا شارك في نصيحتك هذه ! قلت : والله يا أمير المؤمنين ، ما أعلم أحدا أنصع عندي يدا ولا أعظم معروفا من الحجاج . ولو كنت تحايا أحدا لغرض دنيا لحابيته . ولكني آثرت الله ورسوله ، وآثرتك والمؤمنين عليه . قال : قد علمت أنك لم ترد الدنيا ، ولو أردها لكانت لك في الحجاج ، ولكن أردت الله والدار الآخرة. وقد عزله عن الحرمين لا كرهت من ولايته عليهما ، وأعلمه أنا استزلتنى له عنهما استقلالا لهما ؛ و وليه العراقين و ما هنالك من الأمور التي لا يدحضها إلا مثله ، وأعلمته أنك آستدعيتي إلى ولايته عليهما استزادة له ، لألزمه بذلك من حقك ما يؤدي إليك عنى أجر نصيحتك . فاخرج معه فإنك غير ذام لصحبته خرجت مع الحجاج وأكرمني أضعاف إكرامه . وفود رسول المهلب على الحجاج بقتل الأزارة أبو الحسن المدائني قال : لما هزم المهلب بن أبي صفرة قطري بن الفجاءة صاحب الأزارقة ، بعث إلى مالك بن بشير فقال له : إني مو فدك إلى الحجاج فيسر ، فإنما هو رجل مثلك ، وبعث إليه بجائزة ، فردها وقال : إنما الجائزة بعد الاستحقاق . وتوجه . فلما دخل على الحجاج ، قال له : ما اسمك ؟ قال : مالك بن بشير . قال : لك و بشارة . كيف تركت المهلب ؟ قال : أدرك ما أقل وأمن من خاف . قال : كيف هو جنده ؟ قال : والد رهوف : قال : فكيف جنده له ؟ قال : أولاد مبررة. قال : كيف رضاهم عنه ؟ قال : وسعهم بالفضل وأقنعهم بالعدل . قال : فكيف تصنعون إذا لقيتم عدوكم ؟ قال : نفقام بحدنا فتطمع فيهم ، و يلقونا يحدهم فيطمعون فينا . قال : كذلك الحد إذا لقي الحد . قال : ۱ ۳۰