صفحة:العقد الفريد ج.1-2 (1953).pdf/299

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۲۸۱ گیری نت من العقد الفريد إلا ألفا درهم ، أعطيك أحدهما . فأمر لي بألف درهم . فوالله ما رأيت ألفا كانت أعظم بركة منها وفود كثير و الأحوص ونصيب عبد العزيز رضي الله عنه حماد الراوية قال : قال لي گئير عزة : ألا أخبرك عما دعاني إلى ترك الشعر : قلت : نعم . قال : شخص أنا والأحوص و نصيب إلى لي عمر عبد العزيز رضي الله عنه ، وكل واحد منا يدل عليه بسابقة وإخاء قديم ، ونحن لا نشك أن سيشركنا في خلافته ، فلما رفعت لنا أعلام خناصرة ، أقينا مسلمة بن عبد الملك ، وهو يومئذ فتى العرب ، فسلمنا فرد ، ثم قال : أما بانكر أن إمامكم لا يقبل الشعر ؟ قلنا : ما توضح إلينا خبر حتى انتهينا إليك . ووجنا وجمة غرف ذلك فينا . فقال : إن يك ذو دین بني مروان قد ولى وخشيتم حرمانه ، فإن ذا نيانا قد بقي ، ولكم عندي ما تحبون ، وما ألبث حتى ارجع إليكم وأمنحكم ما أنتم أهله فلما قدم كانت رحا لنا عنده بأكرم نزول عليه ، فأقمنا عنده أربعة أشهر يطلب لنا الإذن هو وغيره ، فلا يؤذن لنا : إلى أن قلت في جمعة من تلك الجمع لو أني دنوت من عمر فسمعت كلامه لحفظته ، كان ذلك رأيا. فنره ات ، فكان ما حفظ من كلامه : ولكل سفر زاد لامحالة ، فتزودوا لسفركم من الدنيا إلى الآخرة بالتقوى ، وكونوا كمن عاين ما أعد الله له من ثوانه أو عقابه ، وترغبوا و ترهبوا ، ولا يطول عليكم الأمد فتقسو قلوبكم وتتفادوا العدوكم ، في كثير لا أحفظه ، ثم قال : ( أعوذ بالله أن آمركم بما أنهی عنه نفسي ، فتخسر صفقتي ، وتظهر عياتي ، وتبدو مسكنتي ، في يوم لا ينفع فيه إلا الحق والصدق ، ! ثم بكى حتى ظنت أنه قاض تحته ، وارتج المسجد وماحوله بالبكاء ، وانصرفت إلى صاحبي فقلت له : خذا في شرج من الشعر غير ما كنا نقول العمر وآبائه ؛ فإن الرجل آخر وليس بدنیوی . (rv)