صفحة:العقد الفريد ج.1-2 (1953).pdf/30

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٦
الجزء الأول

ما كان فيه من تفع فهو للسامع دون القائل . وإنك أيها الملك ذو فضيلة في الرأي و تصرف في العالم، ويشجعني ذلك على أن أخبرك بما نكره ، واثقة معرفتك نصيحتي لك وإيثاري إياك على نفسي .

این عتبة ينصح الوليد

وقال عمرو بن عتبة للوليد حين تغير الناس عليه : يا أمير المؤمنين ، إنه ينطقی ونصح الوليد الأنس بك، وسكتني الهيبة لك۳) ، وأراك تأمن أشياء أخافها عليك ، أفأسكت طبعا أم أقول مشفقا ؛ قال : كل مقبول منك ، وله فينا علم غیب نحن صارون إليه . فقتل بعد ذلك بأيام .

لابن صفوان في خالصة السلطان

وقال خالد بن صفوان : من صحب السلطان بالصحة والتصيحة أكثر عدوا من صحيه بالغش والخيانة ؛ لأنه تجتمع على الناصح عدو السلطان و صديقه بالعداوة والحسد ، فصديق السلطان ينافسه في مرتبته ، وعدوه رفضه لنصيحته .

ما يصحب به السلطان

لابن المقفع في خادم السلطان

قال ابن المقفع : ينبغي لمن خدم السلطان ألا يغتر به إذا رضى ولا يتغير له إذا سخط ، ولا يستثقل ما حمله ، ولا يلحن في مسألته . وقال أيضا : لا تكن حبك للسلطان إلا بعد رياضة منك لنفسك على طاعتهم . فإن كنت حافظ إذا وتوك، حذرا إذا قربوك، أمينة إذا ائتمنوك. ذليلا إذا صرموك ، راضية إذا أسخطوك ، تعلمهم وكأنك متعلم منهم ، و تودهم وكانك متأدب ولا تكلفهم الشكر . وإلا فالبعد منهم كل البعد ، والحذر منهم كل الحذر وقال المأمون : الملوك تتحمل كل شيء إلا ثلاثة أشياء : القدح في الملك ، وإفشاء السر ، والتعرض للحرم . وقال ابن المقفع : إذا نزلت من السلطان منزلة الثقة فلا تلزم الدعاء له في كل كلية ؛ فإن ذلك يوجب الوحشة و يلزم الأنقاض . ، و تشکر هم ۲۰ (۱) في بعض الأصول , معرفة ، (۲) العبارة في عيون الأخبار والوزراء والكتاب للجهشیاری مع خلاف