صفحة:العقد الفريد ج.1-2 (1953).pdf/316

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۲۹۸ کا ۵ الدین الجزء الأول أيها الناس ، عليك أن لا يضركم من ضل إذا اهتديتم . إن الجنة لا يرحل عنها من أوطتها ، ولا يهرم من سكانها ، ولا يموت من دخلها ؛ فابتاعوها بدار لا يدوم نعيمها ، ولا تنصرم همومها ، وكونوا قوما مستبصرين في دينهم مستظهرين بالصبر على طلب حقهم ؛ إن معاوية دلف إليكم بعجم العرب غلف القلوب ، لا يفقهون الإيمان ولا يدرون ما الحكمة : دعاه بالدنيا فأجابوه ، واستدعاهم إلى الباطل فلبوه ، فالله الله عباد الله في الله: إياكم والتواكل ، فإن ذلك ينقض عرى الإسلام ، ويطفئ نور الحق هذه بدر الصغرى ، والعقبة الأخرى . يا معشر المهاجرين والأنصار ، امضوا على بصيرتكم ، وأصروا على عزيمتكم ، فكانی بكم غدا ولقد لقيتم أهل الشام الحمر الناهقة تصفع صقع البقره وتوث روث العتاق . فكأني أراك على عصاك هذه وقد انكفأ عليك العسكر ان يقولون : هذه عكرشة بنت الأطرش بن رواحة. فإن كدت لتقتلين أهل الشام لولا قدر الله ، وكان أمر الله قدرا مقدورا ، فما حملك على ذلك ؟ قالت : يا أمير المؤمنين قال الله تعالى : ( يأيها الذين آمنوا لا تسئلوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم) وإن اللبيب إذا كره أمرا لا يجب إعادته ، قال : صدقت ، فاذکری حاجتك قالت : إنه كانت صدقاتنا ؤخذ من أغنيائنا فترد على فقرائنا ؛ وإنا قد فقدنا ذلك ، فما أجبر لنا كسير ؛ ولا نعش لنا فقير ، فإن كان ذلك عن رأ رأيك فمثلك تنبه من الغفلة وراجع التوبة ، وإن كان عن غير رأيك فما مثلك استعان بالخونة ولا استعمل الفلة . قال معاوية : يا هذه ، إنه يو بنا من أمور رعيتنا أمور تنبثق ، ومحور تنفهق ، قالت : يا سبحان الله . والله ما فرض الله لنا حقا فعل فيه ضررا على غيرنا ، وهو علام الغيوب . قال معاوية : يأهل العراق ، نتهكم على بن أبي طالب فلم تطاقوا ! ثم أمر برد صدقاتهم فيهم وإنصافهم . . ۱:

۳۰