صفحة:العقد الفريد ج.1-2 (1953).pdf/319

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

من العقد الفريد ۳۰۱ . يا أمير المؤمنين ، يعيذك الله من حض المقال وما توی عاقبته . قال : ليس هذا أردنا . أخبرينا كيف كان كلامك إذ قتل عمار بن یاسر ؟ قالت : لم أكن ورته قبل ، ولا رقيه بعد ؛ وإنما كانت كلمات تنها لساني عند الصدمة : فإن أحببت أن أحدث لك مقالا غير ذلك فعلت . فالتفت معاوية إلى جلسائه فقال : أيكم يحفظ كلامها ؟ فقال رجل منهم : ا

أنا أحظ بعض كلامها يا أمير المؤمنين . قال :

هات . قال : كأني بها وعليها تبرد زیدی کیف بين النسج ، وهي على جمل أرمك وقد أحيط حولها ، وبيدها سوط منتشر الضفيرة ، وهي الفجل يهدر في شقشقته ، تقول : أيها الناس اتقواربكم ، إن زلزلة السماعة شيء عظيم ! إن الله قد أوضح ۱۰ لكم الحق ، وأبان الدليل ، وبين السبيل ، ورفع العلم ، ولم يدكم في عماء هذهمة ؛ وأين تريدون رحمكم الله و أفرار عن أمير المؤمنين ، أم فرارا من الزحف أم رغبة عن الإسلام ، أم أرتدادا عن الحق ؟ أما من الله جل ثناؤه يقول : ولنبلونكم حتى تل المجاهدين منكم والتمارين و نبو أحبارک . ثم رفعت رأسها إلى السماء وهي تقول : اللهم قد عيل الصبر ، وضعف اليقين ، وانتشرت الرغبة ، وبيدك يارب أزمة القلوب ، فاجمع اللهم بها الكلمة على التقوى ، وألف القلوب على المدى ، وأردد الحق إلى أهله . هلموا رحمكم الله إلى الإمام العادل والرضى التتى ، والصديق الأكبر ؛ إنها إحن بذرية ، وأحقاد جاهلية ، وضغائن أحدية وثب بها واثب حين الغفلة ، ليدرك ثارات بنی عبد شمس . ثم قالت : قاتلوا أمة الكفر إنهم لا أمان لهم لعلهم يذون . صبرا يا معشر المهاجرين والأنصار، قاتلوا على بصيرة من ربكم ، و ثبات من دينكم ؛ فكانی بكم غدا ولقد لقيتم أهل الشام كمر مستنفرة ، فرت من قمورة ، لاندری أين يسلك بها من نجاج الأرض ، باعوا الآخرة بالدنيا ، واشتروا الضلالة بالهدى وباعوا البصيرة بالعمى وعما قليل ليصبحن نادمين ، حتى تل فيطلبون الإقالة ، ولات حین مناص . إنه من ضل والله عن الحق وقع في الباطل 10 الندامة