صفحة:العقد الفريد ج.1-2 (1953).pdf/32

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الجزء الأول 1 - العمر بن الحساب و معاوية بین قادم عليه الشام عليه عمر و

الربيع الحارثي قال يزيد : حدثني أبي أن عمر بن الخطاب لما قدم الشام قدم على حمار ومعه عبد الرحمن بن عوف على حمار، فتلقاهما معاوية في موكب ثقيل ، خاور عمر معاوية حتى أخبر به ، فرجع إليه . فلما قرب منه نزل إليه ، فأعرض عنه ، جعل يمشي إلى جنبه راجلا . فقال له عبد الرحمن بن عوف : أتعبت الرجل . فأقبل فقال : يا معاوية ، أنت صاحب المركب آنفا مع ما بلغني من وقوف ذوي الحاجات ببابك ؟ قال : نعم يا أمير المؤمنين . قال : ولم ذاك ؟ قال : لأنا في بلد الامتنع فيها من جواسيس العدو ولا بد لهم ما يرهبهم من هية السلطان ؛ فإن أمرتني بذلك أقرت عليه ، وإن نهیقی عنه آنتهت . فقال : لئن كان الذي تقول حقا فإنه رأى أريب ؛ و إن كان باطلا فإنها خدعة أديب، وما آمرك به ولا أنهاك عنه . فقال عبد الرحمن بن عوف : لحن ما صدر هذا الفتى عما أوردته فيه ! فقال : لحن موارده جشمناه ما جشمناه . وقال الربيع بن زياد الحارثي : كنت عاملا لأبي موسى الأشعري على البحرين . فكتب إليه عمر بن الخطاب يأمره بالقدوم عليه هو وعماله وأن يستخلفوا من هو من ثقاتهم حتى يرجعوا. فلما قدمنا أتيت يرفأ ، فقلت : يارفأ ، ابن سبيل مسترشد ، أخبرني أن الهيئات أحب إلى أمير المؤمنين أن يرى فيها أعماله ؛ فأومأ إلى الخشونة . فأخذت هين دطارقين ، ولبست جبة صوف ، ولت رأسي بعامة گناه. ثم دخلنا على عمر ، فصفنا بين يديه وه وصعد فينا نظره وصوب فلم تأخذ عينه أحدا غيري ، فدعاني ؛ فقال : من أنت ؟ قلت : الربيع بن زیاد الحارثي . قال : وما تتولى من أعمالنا ؟ قلت : البحرين . قال : فكم ترزق ؟ قلت : خمسة دراهم في كل يوم . قال : كثير ! فما تصنع بها ؟ قلت : أتقوت منها شيئا وأعود بباقها على أقارب لى ، فما ضل منها على فقراء المسلمين . فقال : لابأس ، آرجع إلى موضعك ؛ فرجعت إلى موضعي من الصف . ثم صعد فينا وصوب (1) يرفأ : غلام عمر بن الخطاب . (۲) مارقين : قد أطبق نعل على نعل هم خرزتا .ان في المرة ان الخطاب 10 (T) و و