صفحة:العقد الفريد ج.1-2 (1953).pdf/343

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

من العقد الفريد مير نجد حين و ذلك من أعظم ما توجبه النعمة ، و تفرضه الصنيعة . قال المأمون : ذلك والله لأن الأمير عندك من حسن الإفهام إذا حدثت ، وحسن الفهم إذا حدثت ما لايجده عند غيرك .

مدح الملوك والتزلف إليهم

في سير العجم أن أردشير بن یزدجرد لما آتوثق له أمره ، جمع الناس أردشير خطبهم خطبة حضهم فيها على الألفة والطاعة ، وحذرهم المعصية ومفارقة الجماعة ، وصنف لهم الناس أربعة أصناف ، غروا له بجدا، وتكلم متكلمهم ، فقال : لا زلت أيها الملك تخبوا من الله بعز النصر ، ودرك الأمل ، ودوام العافية ، و تمام النعمة ، وحسن المزيد : ولا زلت تتابع لديك المكرمات ، و تشفع إليك المامات ، حتى تبلغ الغاية التي يؤمن زوا، ولا تنقطع زهرتها ، في دار القرار التي أعدها الله الظرائك من أهل اللي عنده ، والحظوة لديه ، ولا زال ملكاك و سلطانك باقيين بقاء الشمس والقمر ، زائدين زيادة الحور والأنهار ، حتى تستوي أقطار الأرض كلها في أوك عليها ، و تفاذ أمرك فيها ؛ فقد أشرق علينا من ضياء نورك ما عمنا محموم ضياء الصح ، ووصل إلينا من عظيم رأفتك ما اتصل بأنفسنا أتصال الفس فأصبحت قد جمع الله بك الأيادي بعد آفتراقها ، وألف بين القلوب بعد تباغضها ، و أذهب عنا الإحن والحساء (۱) بعد توقيه نيرانها، بفضلك الذي لا يدرك بوصف ، ولا يحد بنعت . فقال أردشير : طوبى للمدوح إذا كان المدح حقا ، وللداعي إذا كان الإجابة أهلا . دخل حسان بن ثابت على الحارث الجنى فقال : أنعم صباحا أيها الملك ، السماء حسان بن ثابت غطاؤك ، والأرض وطاؤك ووالدي ووالدتي فداؤك . أني ناوك المنذر : فوافقه القذالك أحسن من وجهه ، والأمك أحسن من أبيه ، و ألك خير من تخصه ، ۲: (9 و احقی (۱) في بعض الأصول : الحسائف ، وفي بعضها . الحسائد (۲) هو المنذر بن المنذر بن هاء السياء . [۲ - ۲]