صفحة:العقد الفريد ج.1-2 (1953).pdf/353

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
من العقد الفريد

من العقد الفريد . وضيعا ، وأبعد من ذكرك إذ كنت خاملا ، وألبسك من نعمتی مالم أجد لك بها يدين من الشكر ؛ فكيف رأيت الله أظهر عليك ورد إليك منك ؟ قال : إن كان ذلك بعليك يا أمير المؤمنين فتصدیق معترف مندب ، وإن كان ما أستخرجته دفائن الباغين فعائد بقضاك . فقال : والله لولا الحث في دمك بما تقدم لك ، الألبسك م منه قيصا لا تشد عليه زرا . ثم أمر به إلى الحبس ، فتولى وهو يقول : الوفاء يا أمير المؤمنین کرم ، والمودة رحم ، وأنت بهما جدير أخذت الشعراء معنى قوله , أليسك منه قريصا لا يشد عليه زرأ ، فقال على الطائي : طوفته بسام طوق داهية ، ما يستطيع عليه شد أزرار وقال حبيب : طوقته بالحسام طوق ردی به أغناه عن مس طوقه بيده وقال : 10 طوقه بالحسام مصلا ، آخر طوق يكون في عنقه ولما رضى الرشيد عن يزيد بن منريد أذن له بالدخول عليه فلما مثل بين يزيد بن مزيد يديه قال : الحمد لله الذي سهل لي سبيل الكرامة يلتقادك ، ورد على النعم أمام الرشيد الرضا منك ؛ و جزاك الله يا أمير المؤمنين في حال خطك جزاء المحسنين الراغبين وفي حال رضاك جزاء المنعمين المتطولين ؛ فقد جعاك الله وله الحمد تثبت تحرجا عند الغضب ، ومن تطولا بالنعم ، وستبقي المعروف عند الصنائع فضلا العفو لما ظفر المأمون بابراهيم بن المهدي ، وهو الذي يقال له این شكلة ، أم بإدخاله عليه . فلما مثل بين يديه قال : ولى الثأر حكم في القصاص ، والعفو أقرب للتقوى ، [ والقدرة تذهب الحفيظة ، ومن م له الاعتذار في الأمل هجمت به المأمون و ابراهيم بن المهدي (1) المرغب : المعطى غيره ما يرغب ف