صفحة:العقد الفريد ج.1-2 (1953).pdf/358

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
الجزء الثاني


اک بدنه و دلته أن العبد الملك بن صار يعاد خروجه

فقال عبد الملك : كيف لا يكذب على من خلق من بهتني في وجهی : قال الرشيد : هذا ابنك شاهد عليك قال : يا أمير المؤمنين ، هو بين مأمور أو عاق ، فإن كان مأمورة فمعذور وإن كان عاا فيا أخاف من عقوقه أكثر . وقال له الرشيد يوم وكان مع عليه : أبقون بالرقة و قال : نعم ، وبرغث ! قال : يابن الفاعلة ! ماملك على أن سألتك عن مسألة فرددت على في مسألتين ؟ وأمر به إلى الحدس ؛ فلم يزل في حبسه حتى أطلقه الأمين إبراهيم بن السندي قال : سمعت عبد الملك بن صالح يقول بعد إخراج المخلوع له من الحبس ، وذكر الرشيد و فعله به ، فقال : والله إن الملك لشي مانويته ولا تمنيته ، ولا نصبت له ولا أردته ، ولو أردته لكان إلى أسرع من الماء إلى الخدور ، ومن النار إلى يبي العرفج ؛ وإني لمأخوذ بما لم أجن ، و مسئول عما لم أعرف ، ولكن حين رآني للملك مينا ، والخلافة خطيرا ، ورأى لى يد تنالها إذا مت ، وتبلغها إذا بيطت ، و نفس تكمل لخصالها وتستحقها بفعالها - وإن كنت لم أجن تلك الخصال ، ولم أصطنع تلك الفعال ، ولم أترشح لها في السر ، ولا أشرت إليها في الجهر - ورآها تحن إلى حنين الوالدة الو الهمة ، وتميل ميل السلوك : وخاف أن ترغب إلى خير مرعب ، وتنزع إلى أخصب منزع ، عاقبتی عقاب من سير في طلبها ، وجهد في التماسها ، فإن كان إنما حسبني أني أصلح لها وتصلح لى ، وأليق بها و تليق بي ، فليس ذلك بذنب جنيته فأتوب منه ، ولا تطاول له فأحط نفى عنه ؛ وإن زعما أنه لا صرف لعقابه ، ولا نجاة من عذابه ، إلا أن أخرج له من حد العلم والحلم والحزم : فكما لا يستطيع الضياع أن يكون مصلحها ، كذلك لا يستطيع العاقل أن يكون جاهلا ، وسواء عليه أعاقبني على علمي وحلمي ، أم عاقبني على نسبی و سنی ، اء عليه عاقبتى على جمالی أو عاقبني على محبة الناس لي. ولو أردتها لأجله عن التفكير ، وشغلته عن التدبير ، ولما كان فيها من الخطب إلا اليسير . 6 . و۱ ۳۰ العمل