صفحة:العقد الفريد ج.1-2 (1953).pdf/38

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٦
الجزء الأول

أما دمامتك فإني لا أريد أن أحاسن الناس بك، وأما العيّ فإني أراك تعرب عن نفسك، وأما الحدّة فإن السوط يقوّمك. [قم قد ولّيتك]1 قال: فولّاني وأعطاني مائة درهم2، فهي أوّل مال تموّلته.

وقال الأصمعي: ولي سليمان بن حبيب المحاربي قضاء دمشق لعبد الملك والوليد وسليمان وعمر بن عبد العزيز ويزيد وهشام.

وأراد عمر بن عبد العزيز مكحولا على القضاء فأبى عليه. قال له: وما يمنعك قال مكحول: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لا يقضي بين الناس إلا ذو شرف في قومه، وأنا مولى»

توليه ابن الخطاب للمغيرة مكان ابن أبي وقاص على الكوفة

ولما قدم رجال الكوفة على عمر بن الخطاب يشكون سعد بن أبي وقّاص، قال: من يعذرني من أهل الكوفة، وإن وليت عليهم التقيّ ضعّفوه، وإن وليت عليهم القويّ فجّروه «1» ؟ فقال له المغيرة: يا أمير المؤمنين، إن التقيّ الضعيف له تقواه وعليك ضعفه، والقويّ الفاجر لك قوّته وعليه فجوره. قال: صدقت، فأنت القويّ الفاجر فاخرج إليهم. فلم يزل عليهم أيام عمر وصدرا من أيام عثمان وأيام معاوية، حتى مات المغيرة3.

حسن السياسة و إقامة المملكة

للحجاج يصف سيرته للوليد

كتب الوليدُ بن عبد الملك إلى الحجاج بن يوسف يأمره أن يكتب إليه بسيرته، فكتب إليه: إني أيقظتُ رأيي وأنمتُ هواي، فأدنيت السيّدَ المُطاع في قومه، وولّيت المجرِّبَ4 الحازمَ في أمره، وقلّدت الخراجَ الموفّر لأمانته،

وقسمت لكل خَصمِ من نفسي قسما أعطيه حظّا من لطيف عنايتي ونظري؛


  1. التكملة من عيون الأخبار.
  2. في عيون الأخبار «ألفي درهم».
  3. الخبر في شرح نهج البلاغة، ومحاضرات الأدباء.
  4. في عيون الأخبار «الحرب» بفتح فكسر – وهو الشديد الغضب.