صفحة:العقد الفريد ج.1-2 (1953).pdf/396

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الجزء الثاني ثم قال لهم : ما عندكم غير هذا ؟ قالوا : هذه كلاب سيورية لا يلقاها سبيع إلا عقرته . فقال لهم هارون : فإن عندي سبعا ، فإن عقرته فهي كما ذكرتم ثم أمر بالأسد فأخرج إليهم ، فلما نظروا إليه هالهم ، وقالوا : ليس عندنا مثل هذا السبع في بلدنا ! قال لهم هارون : هذه سباع بلدنا . قالوا فنرسلها عليه وكانت الأكلب ثلاثة ، فأرسلت عليه فمزقته ، فأعجب بها هارون ، وقال لهم ؛ تمنوا في هذه الكلاب ما شئتم من طرائف بلدنا . قالوا ما نتمنى إلا السيف مالي الذي قطعت به سيوفنا . قال لهم : هذا ما لا يجوز في ديننا أن نهاديكم بالسلاح ، ۱۲ ولولا ذلك ما تخلنا به عليكم ، ولكن تمنوا غير ذلك ما شئتم . قالوا : ما نتمنى إلا به . قال : لاسبيل إليه ، ثم أمر لهم بتحفف كثيرة ، وأحسن جائزتهم . .. أبو جعفر البغدادي قال : لما أنقبض طاهر بن الحسين بخراسان عن المأمون 10 . . بين المأمون وطاهر بن وأخذ حذره ، أذب له المأمون وصيفاً بأحسن الآداب ، وعلمه فنون العلم ، الحسين ساعة . ا ثم أهداه إليه مع ألطاف كثيرة من طرائف العراق وقد واطأه على أن يسمه ، وأعطاه ، ووعده على ذلك بأموال كثيرة ؛ فلما انتهى إلى خراسان وأوصل إلى طاهر الهدية ، قبل الهدية وأمر بإنزال الوصيف في دار ، وأجرى ' عليه ما يحتاج إليه من التوسعة في النزالة ، وتركه أشهراً . فلسا برم الوصيف بمكانه ، كتب إليه : يا سيدى ، إن كنت تقبلي فاقبلي ، وإلا فردنى إلى أمير المؤمنين . من . . فأرسل إليه وأوصله إلى نفسه . فلما انتهى إلى باب المجلس الذي كان فيه ، أمره بالوقوف عند باب المجلس ، وقد جلس على لبد أبيض و قرع رأسه وبين يديه مصحف منشور ، وسيف مسلول . فقال : قد قبلنا ما بعث به أمير المؤمنين غيرك ، فإنا لا نقبلك ، وقد صرفناك إلى أمير المؤمنين . وليس عندي جواب أكتبه إلا ماترى من حالى . فأبلغ أمير المؤمنين السلام وأعليه بالحال التي رأيتني فيها . ا فلما قدم الوصيف على المأمون وكلمه بما كان من أمره ووصف له الحالة ۱۰ ۲۰