صفحة:العقد الفريد ج.1-2 (1953).pdf/414

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الجزء الثاني طلب العلم لغير الله قال النبي صلى الله عليه وسلم : « إذا أعطى الناس العلم ومنعوا العمل وتحابوا بالألسن ، وتباغضوا بالقلوب ، وتقاطعوا في الأرحام - لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم ، لمحمد بن واسع وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ألا أخبركم بشر الناس ؟ قالوا : بلى يارسول الله . قال : العلماء إذا فسدوا . للفضيل بن عياض وقال الفضيل بن عياض : كان العلماء ربيع الناس ، إذا رآهم المريض لم يسره أن يكون صحيحا ، وإذا نظر إليهم الفقير لم يود أن يكون غنيا ؛ وقد صاروا اليوم فتنة للناس وقال عيسى بن مريم عليه السلام : سيكون في آخر الزمان علماء يزهدون في الدنيا ولا يزهدون ، ويرغبون في الآخرة ولا يرغبون ؛ ينهون عن إتيان الولاة ولا ينتهون ، يقربون الأغنياء ، ويبعدون الفقراء ، ويتبسطون للكبراء ، وينقبضون عن الفقراء ؛ أولئك إخوان الشياطين وأعداء الرحمن وقال محمد بن واسع : لأن تطلب الدنيا بأقبح ما تطلب به الآخرة ، خير أن تطلبها بأحسن مما تطلب به الآخرة للحسن . وقال الحسن : العلم علمان : علم في القلب ، فذاك العلم النافع ، وعلم في اللسان ، فذاك حجة الله على عباده للنبي صلى الله وقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن الزبانية لا تخرج إلى فقيه ولا إلى حملة القرآن إلا قالوا لهم : إليكم عنا ، دونكم عبدة الأوثان . فيشتكون إلى الله فيقول : ليس من علم كمن لم يعلم عليه وسلم طالبه لمالك بن دينار وقال مالك بن دينار : من طلب العلم لنفسه فالقليل منه يكفيه ، ومن للناس لحوائج الناس كثيرة لابن شبرمة وقال ابن شبرمة : ذهب العلم إلا غبرات في أدعية المنور - 10