صفحة:العقد الفريد ج.1-2 (1953).pdf/42

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٦
الجزء الأول

ولا يزال الإسلام منيعا ما اشتدّ السلطان، وليست شدة السلطان قتلا بالسيف ولا ضربا بالسوط ولكن قضاء بالحق وأخذ بالعدل.

لابن الحكم في الحاقد على السلطان

وقال عبد الله بن الحكم إنه قد يضطغن على السلطان رجلان: رجل أحسن في محسنين فأثيبوا وحرم، ورجل أساء في مسيئين فعوقب وعفي عنهم؛ فينبغي للسلطان أن يحترس منهما.

لأبرويز يوصي ابنه شيرويه

وفي التاج: كتب أبرويز لابنه شيرويه يوصيه: ليكن من تختاره لولايتك امرءا كان في ضعة فرفعته، أو ذا شرف كان مهملا فاصطنعته. ولا تجعله امرءا أصبته بقعوبة فاتضع لها، ولا امرءا اطاعك بعد ما أذللته1. ولا أحدا ممن يقع بقلبك2 أن إزالة سلطانك أحبّ إليه من ثبوته؛ وإياك أن تستعمله ضرعًا غَمرًا3 كثيرا اعجابه بنفسه، قليلا تجربته في غيره. ولا كبيرا مدبرا قد أخذ الدهر من عقله كما أخذت السنّ من جسمه.

بسط المعدلة وردّ المظالم

إنصاف المأمون أمة من ابنه

الشّيباني قال: حدّثنا محمد بن زكريا عن عباس بن الفضل الهاشمي عن قحطبة بن حميد قال: إني لواقف على رأس المأمون يوما وقد جلس للمظالم، فكان آخر من تقدم إليه- وقد همّ بالقيام- امرأة عليها هيئة السفر، وعليها ثياب رثة، فوقفت بين يديه فقالت السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، فنظر المأمون إلى يحيى ابن أكثم، فقال لها يحيى: وعليك السلام يا أمة الله، تكلمي في حاجتك. فقالت:

يا خير منتصف يهدى له الرّشد
ويا إماما به قد أشرق البلد
تشكو إليك عميد القوم أرملة
عدّي عليها فلم يترك لها سبد

  1. زيادة عن عيون الأخيار ونهاية الأرب.
  2. في نهاية الأرب وعيون الأخبار «في خلادك»
  3. الضرع: الضعيف. والغمر: من لا تجربة له.