صفحة:العقد الفريد ج.1-2 (1953).pdf/428

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الجزء الثاني وكان يقال : العقل ضربان : عقل الطبيعة وعقل التجربة ، وكلاهما يحتاج إليه ويؤدي إلى المنفعة ME وكان يقال : لا يكون أحد أحب إليك من وزير صالح وافر العقل كامل الأدب حنيك السن بصير بالأمور ، فإذا ظفرت به فلا تباعده ، فإن العاقل ليس بمانعك نصيحته وإن جفت وكان يقال : غريزة عقل لا يضيع معها عمل ، . وكان يقال : أجل الأشياء أصلا وأحلاها ثمرة : صالح الأعمال ، وحسن الأدب ، وعقل مستعمل وكان يقال : التجارب ليس لها غاية والعاقل منها في الزيادة . ومما يؤكد هذا قول الشاعر : ألم تر أن العقل زين لأهله ، وأن كمال العقل طول التجارب ومكتوب في الحكمة : إن العاقل لا يغتر بمودة الكذوب ولا يثق بنصيحته . ويقال : من فاته العقل والفتوة فرأس ماله الجهل ويقال : من غير الناس الشيء ، ورضيه لنفسه فذاك الأحمق نفسه . وكان يتمال : العاقل دائم المودة ، والأحمق سريع القطيعة وكان يقال : صديق كل أمرئ عقله ، وعدوه جهله

وكان يقال : المعجب لحوح والعاقل منه في مؤونة . وأما العجب فإنه الجهل والكبر وقيل : أولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة ، وأنقص الناس عقلا من ظلم من هو دونه ويقال : ماشىء بأحسن من عقل زانه حلم ، وحلم زانه علم ، وعلم زانه صدق ، وصدق زانه عمل ، وعمل زانه رفق . وكان عمر الخطاب رضي الله عنه يقول : ليس العاقل من عرف الخير . 10 ۲۰ ه