صفحة:العقد الفريد ج.1-2 (1953).pdf/429

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

10 ۲۰ من العقد الفريد من الشر ، بل العاقل من عرف خير الشرين ويقال : عدق عاقل أحب إلى من صديق جاهل وكان يقال : الزم ذا العقل وذا الكرم واسترسل إليه ، وإياك وفراقه إذا كان كريما ، ولا عليك أن تصحب العاقل وإن كان غير محمود الكرم ، لكن احترس من شين أخلاقه وانتفع بعقله ؛ ولا تدع مواصلة الكريم وإن لم تحمد عقله ، وانتفع بكرمه وأنفعه بعقلك ، وفر الفرار كله من الأحمق اللتيم . وكان يقال : قطيعة الأحمق مثل صلة العاقل وقال الحسن : ما أودع الله تعالى امرءا عقلا ما إلا استنقذه به يوما ما وأتى رجل من بني مجاشع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يارسول الله 96 ألست أفضل قومي ؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم : إن كان لك عقل ذلك فضل : وإن كان لك تُقى فلك دين ، وإن كان لك مال ذلك حسب ، وإن كان لك خلق . 6 وقال النبي صلى الله عليه وسلم : كرم الرجل دينه ، ومروءته عقله ، ا وحسبه خلقه ( أمية وعمر قال : تفاخر صفوان بن أمية مع رجل ، فقال صفوان : أنا صفوان بن أمية ، بين صنوان بن بخ بخ . فبلغ ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فقال : ويلك ! إن كان لك دين فإن لك حسبا ، وإن كان لك عقل فإن لك أصلا ، وإن كان لك خلق فلك مروءة ، وإلا فأنت شر من حمار وقال : وكل الله عز وجل الحرمان بالعقل ، ووكل الرزق بالجهل ؛ ليعتبر العاقل فيعلم أن ليس له في الرزق حيلة وقال بزرجمهر : لا ينبغي للعاقل أن ينزل بلداً ليس فيه خمسة : سلطان قاهر ، وقاض عدل ، وسوق قائمة ، ونهر جار ، وطبيب عالم . ما يعنف وقال أيضاً : العاقل لا يرجو برجائه ، ولا يسأل ما يخاف منعه ، ولا يمتهن ما لا يستعين بالقدرة عليه . بين النبي صلي الله عليه وسلم و مجاشمی للنبي صلى الله عليه وسلم