صفحة:العقد الفريد ج.1-2 (1953).pdf/430

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

لأعرابي صلى الله عليه وسلم الجزء الثاني سئل أعرابي : أي الأسباب أعون على تذكية العقل ، وأنها أعون على صلاح السيرة ؟ فقال : أغونها على تذكية العقل التعلم ، وأعونها على صلاح السيرة القناعة E وسئل عن أجود المواطن أن يختبر فيه العقل ؛ فقال : عند التدبير . وسئل : هل يعمل العاقل بغير الصواب ؟ فقال : ماكل ما عمل بإذن العقل فهو صواب وسئل : أي الأشياء أدل على عقل العاقل ؟ قال : حسن التدبير وسئل : أي منافع العقل أعظم ؟ قال : اجتناب الذنوب وقال بزرجمهر : أفره ما يكون من الدواب لا غنى بها عن السوط ، وأعف تكون من النساء لا غنى بها عن الزوج ، وأعقل من يكون من الرجال لا غنى به عن مشورة ذوى الألباب ه سئل أعرابي عن العقل متى يعرف ؟ قال : إذا نهاك عقلك عما لا ينبغى فأنت عاقل وقال النبي صلى الله عليه وسلم : العقل ثور في القلب نفرق به بين الحق والباطل ، وبالعقل شرف الحلال والحرام ، وغرفت شرائع الإسلام ومواقع 15 الأحكام ، وجعله الله نوراً في قلوب عباده يهديهم إلى هدى ، ويصدهم عن ردى . ومن جلالة قدر العقل أن الله تعالى لم يخاطب إلا ذوى العقول . فقال عز وجل : ( إنما يتذكر أولو الألباب 4 . وقال : ( لتنذر من كان حيا . . أي عاقلا . وقال : ( إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب . . أي لمن كان له عقل . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : العاقل يحلم عمن ظلم ، ويتواضع لمن هو دونه ، ويسابق إلى البر من فوقه ، وإذا رأى باب بر انتهزه ، وإذا عرضت له فتنة اعتصم بالله وتنكبها وقال صلى الله عليه وسلم : قوام المرء عقله ، ولا دين لمن لا عقل له . وإذا كان العقل أشرف أعلاق النفس ، وكان يقدر تمسكنه فيها يكون مؤها لطلب T.