صفحة:العقد الفريد ج.1-2 (1953).pdf/56

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الجزء الأول و ۳ ؟ أبا موسى فقال له : ماجار يتان بلغني أنهما عندك ، إحداهما تدعي عقيلة والأخرى من بنات الملوك ؟ قال : أما عقيلة جارية بيني و بين الناس ، وأما التي هي من بنات الملوك فإني أردت بها لا، الفداء . قال : فما جفنتان تعملان عندك ؟ قال : رزقي شأة في كل يوم ، فيعمل يصله ها غدوة ونصفها عشية . قال : فيا منالان بلنی أنهما عندك : قال : أما أحدهما أوتي أدلى به ودینی ، وأما الآخر فيتعامل الناس به . قال : أدفع لنا عقيلة ، والله إنك لمؤمن لا تغل أو فاجر مبل : ارجع إلى عملك عاقصة بتنك معا بتبك : والله إن بلغني عنك أمر لم أعدك ثم دعا أبا هريرة فقال له : هل علمت من حين أني استعملتك على البحرين وأنت بلا نعلين ، ثم بلغني أنك ابتعت أفراسة بألف دينار وستمائة دينار ؟ قال : كانت لنا أفراس تناتجت ، وتطايا تلاحقت . قال قدحات لك رزقك و مؤونتك وهذا فضل فأه . قال : ليس لك ذلك . قال : بلى والله وأوجع ظهرك ! ثم قام إليه بالدرة فضربه حتى أدماه ، ثم قال : إيت بها . قال : احتسبتها عند الله . قال : ذلك لو أخذتها من حلال وأديتها طائعا ، أجئت من أقصى حجر بالبحرين بجي الناس لك لاله ولا للمسلمين ؟ ما رجعت بك أميمة إلا لرعية الخمر . وأميمة أم أبي هريرة . وفي حديث أبي هريرة قال : : لما عزلتي عبر عن البحرين قال لي : يا عدو الله و عدو کتابه ، سرقت مال الله ؟ قال : فقالت : ما أنا عدو الله ولا عدو کتابه ، ولكني عدو من عاداهما ، وما سرقت مال الله . قال : فمن أين أجتمعت لك عشر آلاف ؟ قالت : خيل تناتجت ، وعطايا تلاحقت ، وسهام تتابعت . قال : فقبضها مني ، فلما صليت الصبح آستغفرت لأمير المؤمنين . فقال لي بعد ذلك : ألا تعمل ؟ قلت لا. قال : قد عمل من هو خير منك يوسف صلوات الله عليه 10 (1) لا تغل : لا تخون . والميل : الخبيث الداهية ، أو الغالب يحجنه . (۲) القرن : من الشعر . وعنصه : عقده وليه . والاكتساع بالذنب : إدخاله بین الأرجل . أراد بالعبارتين : الذلة والمهانة . (۳) في الأصول : عاداك ، وما أثبتنا رواية عيون الأخبار . ۲۵