صفحة:العقد الفريد ج.1-2 (1953).pdf/68

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٤٦
الجزء الأول

فقال : كذبت. فقلت : أو كُذِّبْتُ. فما أفلتُّ منه إلا بجُرَيْعَةِ الذَّقَن1.

المشورة

قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: ماندم من استشار، ولا شقي من استخار.

من كلام الله تعالى

وقد أمر الله تعالى نبيه عليه الصلاة والسلام بمشاورة من هو دونه في الرأي، فقال: ﴿وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ؛ فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ.

عثمان وثقيف لما همت بالارتداد

ولما همّت ثقيف بالارتداد بعد موت النبي صلّى الله عليه وسلّم استشاروا عثمان بن أبي العاصي، وكان مطاعا فيهم؛ فقال لهم لا تكونوا آخر العرب إسلاما وأولهم ارتدادا؛ فنفعهم الله برأيه.

لبعض الحكماء فيما ينفع ويضر

وسئل بعض الحكماء: أيّ الأمور أشدّ تأييدا للفتى2 وأيها أشد إضرارا به؟ فقال: أشدها تأييدا له ثلاثة أشياء: مشاورة العلماء، وتجربة الأمور، وحسن التثبّت. وأشدها إضرارا به ثلاثة أشياء: الاستبداد، والتهاون، والعجلة.

بين حكيم وحكيم

وأشار حكيم على حكيم برأي فقبله منه. فقال له: لقد قلت بما يقول به الناصح الشفيق الذي يخلط حلو كلامه بمرّه، وسهله بوعره، ويحرّك الإشفاق منه ما هو ساكن من غيره، وقد وعيت النصح وقبلته؛ إذ كان مصدره من عند من لا يشكّ في مودّته وصفاء غيبه ونصح جيبه. وما زلت بحمد الله إلى الخير طريقا واضحا، ومنارا بيّنا.

للراسبي في الرأي الفطير

وكان عبد الله بن وهب الراسبيّ يقول: إياكم والرأي الفطير.وكان يستعيذ بالله من الرأي الدَّبَرِيّ3 الخمير.

لعلي في رأي الشيخ

وكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: رأي الشيخ أحسن من مشهد4 الغلام.


  1. مثل يضرب لمن نجا من التلف وقد أشرف.
  2. في نهاية الأرب (۷۰:٦) : «للعقل».
  3. الرأى الدبري : الذي يسنح فوات الفرصة.
  4. كذا في بعض الأصول وعيون الأخبار والذي في سائر الأصول ونهاية الأرب «جلد»