صفحة:العقد الفريد ج.1-2 (1953).pdf/73

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٥١
من العقد الفريد

وإنّ مسيري في البلاد ومنزلي
هو المنزل الأقصى إذا لم أقرّب
ولست وإن أدنيت يوما ببائع
خلاقي ولا ديني ابتغاء التّحبّب
وقد عدّه قوم تجارة رابح
ويمنعني من ذاك ديني ومنصبي

لبعض الشعراء

وقال آخر:

رأيت أناسا يسرعون تبادرا
إذا فتح البواب بابك إصبعا
ونحن جلوس ساكنون رزانة
وحلما إلى أن يفتح الباب أجمعا1

بين معاوية وابن الأشعث في الدخول على الملوك

ووقف الأحنف بن قيس ومحمد بن الأشعث بباب معاوية، فأذن للأحنف، ثم أذن لابن الأشعث، فأسرع في مشيته حتى تقدم الأحنف ودخل قبله. فلما رآه معاوية غمّه ذلك وأحنقه، فالتفت إليه فقال: والله إني ما أذنت له قبلك وأنا أريد أن تدخل قبله، وإنا كما نلي أموركم نلي آدابكم، ولا يزيد متزيّد في خطوه إلا لنقص يجده من نفسه. وقال همام الرقاشي2:

أبلغ أبا مسمع عنّي مغلغلة
وفي العتاب حياة بين أقوام
قدّمت قبلي رجالا ما يكون لهم
في الحقّ أن يلجوا الأبواب قدّامى
لو عدّ قبر وقبر كنت أقربهم
قربى وأبعدهم من منزل الذّام
حتى جعلت إذا ما حاجة عرضت
بباب قصرك أدلوها بأقوام3

لمعاوية في آذنه

قيل لمعاوية: إن آذنك يقدم معارفه في الإذن على وجوه الناس. قال: وما عليه؟ إنّ المعرفة لتنفع في الكلب العقور والجمل الصّئول؛ فكيف في رجل حسيب ذي كرم ودين؟

للحكماء في الوصول إلى المراد

وقالت الحكماء: لا يواظب أحد على باب السلطان فيلقي عن نفسه الأنفة ويحتمل الأذى ويكظم الغيظ إلا وصل إلى حاجته.


  1. الشعر للحصين بن المنذر (انظر البيان والتبيين).
  2. في نسبة هذه الأبيات خلاف كبير بين ابن قتيبة و الجاحظ وصاحب تاج العروس.
  3. أدلوها بأقوام: أستشفع بهم.