صفحة:العلم و العلماء و نظام التعليم -محمد الأحمدي الظواهري-1904.djvu/117

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ١٠٥ –


ليتفقهوا في الدين ثم ذهبت لزيارتهم مرة فوقع نظري عندهم على زجاجة كبيرة ( جمدانه ) فسألتهم عنما فيها فقالوا (نبيذ ) مفيد للصحة مقو للدم منور للفكر منبه للحواس معين على طلب العلم قال فلم يسعني الا ان احضرتهما معي الي البلد ليشتغلا بالزراعة وقلت حسبي هذا من ( التفقه في الدين )

ولانهم ثالثا كرهوا كل قديم وان كان حسناً واحبوا كل جديد وان كان قبيحاً ومال المتنورون منهم الي الثقة بالفكر وانكروا كثيراً من الحقائق ووقعوا في كثير من الخطأ واجروا حكم كلمة ( قديم ) على كثير مما يجب الاخذ به بل على اصل الدين ولبه وعماده حيث جعلوا الصلاح والتقوى من مناقضات التمدن والتقدم وجعلوا قبلتهم شيئًا من الزكاء والتنور يدور على الثقة بالفكر والغرور بالنفس والتشنيع على القدماء في سائر ما كانوا عليه وضرر هذا الحال على الدين ومستقبل المدارس الدينية ضرر شديد لانه متى تفشى ونما هذا المبدأ بين الطلاب (وهو ما لا نخاله الا حاصلاً) فقدت الروح الدينية من نفوس الطلاب اجمعين وكان مستقبلهم مستقبل تلامذة متنورين او طلاب فلسفيين