وليه كل شهر ما يصلحه ثم ينقله من سنة إلى سنة وكان يوصى بهم خيراً ويجعل رضاعهم ونفقتهم من بيت المال (1) فأنت ترى أن عمر فكر فى اللقطاء وتربيتهم وجعل لهم من بيت المال إعانة شهرية تزيد كلما نما الطفل وكان يوصى بهم خيرا . وقد كان العرب في الجاهلية يأدون البنات خشية الفقر أو العار . فانظر الفرق الشاسع بين وأد البنات بلا رحمة وشفقة وترتيب إعانة شهرية للقطاء لأنهم أبناء الأمة ويستحقون كل شفقة . وفي ذلك الوقت لم يكن العالم قد خطا أى خطوة في سبيل العناية باللقطاء بل كانو ايموتون في الطرقات من الجوع أو البرد ومن عاش منهم يعامل معاملة قاسية حتى أن أروبا لم تفكر فى انشاء ملاجىء لهم على نظام يكفل المحافظة عليهم الا في بدء القرن الثاني عشر سبب التسمية بالديوان ) في طبقات ابن سعد رواية عن حويرث بن نقيد خلاصتها أن عمر رضى الله عنه أخذ بقول للوليد بن هشام لما استشار أصحابه في تدوين الدواوين إذ قال له: « يا أمير المؤمنين قد جئت الشام فرأيت ملوكها قد دونوا ديوانا وجندوا جنودا . فدوّن ديوانا وجند جنوداً غير أن كلمة ديوان أصلها فارسى على الأرجح وذلك أن كسرى اطلع ذات يوم على كتاب ديوانه فرآهم يحسبون مع أنفسهم فقال « ديوانه » أى (مجانين) فسمى موضعهم بهذا الاسم ثم حذفت الهاء عند كثرة (۱) طبقات ابن سعد
صفحة:الفاروق.pdf/55
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.