فلو كنتم إذ كنتم مستضعفين محرومين خير الدنيا على شعبة من. الحق تؤمنون بها وتستريحون اليها مع المعرفة بالله ودينه وترجون بها الخير فيما بعد الموت لكان ذلك ولكنكم كنتم أشد الناس معيشه وأثبتهم بالله جهالة فلو كان هذا الذي استشلا كم به لم يكن معه حظ في دنيا كم غير أنه ثقة لكم فى آخر تكم التي اليها المعاد والمنقلب وأنتم من جهد المعيشة على ماكنتم عليه أحريا، أن تشحوا على نصيبكم منه وأن تظهروه على غيره قبله ما أنه قد جمع لكم فضيلة الدنيا وكرامة الآخرة ومن شاء أن يجمع له ذلك منكم فأذكركم الله الحائل بين قلوبكم إلا ما عرفتم حق الله فعملتم له وقسرتم أنفسكم على طاعته وجمعتم مع السرور بالنعم خوفا لها ولا نتقالها ووجلا منها ومن تحويلها فانه لا شيء أسلب للنعمة من كفرانها وإن الشكر أمن للغير ونماء للنعمة واستيجاب للزيادة. هذا الله على من أمركم ونهيكم واجب » يذكر عمر رضى الله عنه المسلمين بما فتح الله عليهم من الفتوح العظيمة وإخضاعهم الأمم على قوتها وشدة بأسها وكثرة عددها وغناها ولذلك يحثهم على شكر الله الذى نصرهم على عدوهم وأغناهم بعد الفقر وأعزهم بعد الذل . ولولا عناية الله وقدرته ما استطاعوا غزو هذه الأمم وإخضاعها
صفحة:الفاروق.pdf/70
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.