-A- وأوصى أبا موسى الأشعري في كتاب له : أما بعد فان للناس نفرة عند سلطاتهم فأعوذ بالله أن تدركنى واياك عمياء مجهولة وضغائن محمولة وأهواء متبعة ودنيا مؤثرة فأقم الحدود ولو ساعة من نهار و إذا عرض لك أمران أحدهما لله، والآخر للدنيا فآثر نصيبك من الآخرة على نصيبك من الدنيا فان الدنيا تنفد والآخرة تبقى وكن من خشية الله على وجل وأخف الفساق واجعلهم يداً يداً ورجلا رجلا . واذا كانت بين القبائل ثائرة وتداعوا بآل فلان ، فانما تلك نجوى الشيطان فاضربهم بالسيف حتى يفيتوا الى أمر الله وتكون دعواهم الى الله والى الامام .وقد بلغ أمير المؤمنين ان ضبة تدعو بآل ضبة وإلى والله ما أعلم أن ضبة ساق الله بها خيرا قط ولا منع بها من سوء قط ، فاذا جاءك كتابي هذا فانهكهم عقوبة حتى يفرقوا ان لم يفقهوا والصق بغيلان بن خرشة من بينهم وعد مرضى المسلمين واشهد جنائزهم وافتح بابك وباشر أمرهم بنفسك فانما أنت امرؤ منهم غير ان الله جعلك اثقلهم حملا. وقد بلغ أمير المؤمنين انه فشالك ولأهل بيتك هيئة في لباسك ومطعمك ومركبك ليس للمسلمين مثلها فاياك يا عبد الله أن تكون بمنزلة البهيمة التي مرت بواد خصب فلم يكن لها همة الا السمن وإنما حتفها في السمن . واعلم أن للعامل مردا الى الله فاذا زاغ العامل.
صفحة:الفاروق.pdf/73
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.