صفحة:الفاروق.pdf/80

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

( هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه واليه النشور) سورة تبارك . وليس السعى لطلب الرزق ينافي الاعتقاد بالقضاء والقدر ويجب التماس الرزق من الوجوه التي أحلها الله و اجتناب ما حرمه الله كالسرقة والربا والرشوة وبيع المحرمات وأكل أموال الناس بالباطل والظلم . وكان عمر يمقت الطمع لذلك قال ما الخمر صرفا بأذهب لعقول الرجال من الطمع ] . إن التماس الرزق مطلوب لكن الطمع ممقوت منهى عنه لما يترتب عليه من الرذائل وقال [ ثلاث مهلكات : شح مطاع وهوى متبع وأعجاب المرء بنفسه] أما إعجاب المر. بنفسه فمن المهلكات حقاً إذ يمنعه من استشارة غيره والاستفادة بالنصح وإطاعة من هم أكبر منه سنا وعقلا وأكثر تجربة فيستبد برأيه ومن استبد برأيه هلك . وقد كان رسول الله يستشير أصحابه وهو أفضل الخلق قال الشاعر : له حق وليس عليه حق ومهما قال فالحسن الجميل وقد كان الرسول يرى حقوقا عليه الغيره وهو الرسول عليهم وقد شاهدنا العجب متفشياً فى الشبان والغرور متسلطاً وذلك يجعلهم يندفعون فى تيارات قوية قاتلة فلا يبالون بما يعملون ولا يكترثون لما يقترفون ولا يهتدون إلى هفواتهم وسقطاتهم ولا يرون مواطن الزلل والخطأ ولا يشعرون بضرورة تكميل النفس بالفضائل والعقل بالعلوم ولا يحبون أن يرشدهم مرشد أو ينقدهم ناقد بصير لا يريد إلا الاصلاح