-11- يسرني لعامتكم ، فيجوبونه بمثل ذلك لأنه كان محبوبا لديهم وقال إنى مكبر ثلاثا فهيتوائم احملو في الرابعة لكنه ما كاد يكبر حتى أعجلتهم الفرس وخالطوهم وركدت خيلهم وحربهم مليا فرأى المثنى خللا فى بني عجل فجعل يمد لحيته لما يرى منهم وأرسل اليهم يقول « الأمير يقرأ عليكم السلام ويقول لا تفضحوا المسلمين اليوم، فقالوا نعم واعتدلوا نضحك فرحا . فلما طال القتال واشتد قال المثى لأنس بن هلال النمرى انك امرؤ عربي وإن لم تكن على ديننا فاذا حملت على مهران فاحمل معى » فحمل المثنى على مهران فازاله حتى دخل في ميمنته ثم خالطوهم واجتمع القلبان وارتفع الغبار والجنبات تقل لا يستطيعون أن يفرغوا النصر أميرهم لا المسمون ولا المشركون وأصيب مسعود أخو المثنى وتضعضع من معه فقال يا معشر بكر ارفعوا رايتكم رفعكم الله ولا يهو لنكم مصرعى » وكان المثنى قال لهم اذا رأيتمونا أصبنا فلا تدعوا ما أنتم فيه . الزموا مصافكم واغنوا عمن يليكم » واشتبك قلب المسلمين مع قلب المشركين فى قال عنيف وقتل غلام نصرانى من تغلب ( مهران ) واستوى على فرسه وأفنى المثنى قلب المشركين فلما رأى مجنبات المسلمون ذلك قاتلوا مجنبات المشركين بشجاعة حتى هزموا الفرس وسبقهم المثنى إلى الجسر وأخذ طريق الأعاجم وأخذتهم خيول المسلمين حتى قتلوهم وجعلوهم جثثا فما كانت بين المسلمين والفرس وقعة أبقى رمة منها . بقيت عظام القتلى زمنا طويلا وكانوا يقدرون >>> ود الفاروق
صفحة:الفاروق.pdf/91
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.