صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/78

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

تعقیب وتمهيد من نماذج البحوث التي أسلفنا ايجازها وتلخيصها تتعرف الى شكل الأشكال الخاصة بالقرن العشرين في بحوث علمائه التي يستفتحون ٧٤ - 1 بها مغاليق الغيب ويتطلعون فيها الى مجاهل المستقبل القريب والبعيد فان المقرن العشرين طابعا منفردا في هذه البحوث بين بحوث العلماء في بابها قبل بضعة قرون . هنـاك نظرات الحكماء الى المستقبل من قبيل الطوبيات Vtopias أو المدن الفاضلة كما سماها الفارابي في ترجمته لجمهورية أفلاطون . وطريقة الطوبين حين ينظرون الى المستقبل أن يتفطنوا لعيوب الحاضر للمستقبل مجتمعا يتنزه عن تلك العيـوب ويصلحها بما يستطاع من أعمال الانسان أو أعمال العناية الالهية ، ولا سبب عندهم يدعوهم إلى انتظار الطوبي الموعودة الا أنها أفضل من المجتمع الحاضر بنبغي أن يكون مفضلا عليه في عرف الناس ، ولا يدرون بعد ذلك أقريب هو أم بعيد ? وموجود بعد حين هو أم غير قابل للموجود ؟ وهناك أحلام اليقظة التي يتعلق بها فكر الحكيم ويصوغها على ما يرتضيه ، وكأنه ضرب من القصص التي تجمل الواقع بحلية مستعارة من الرؤيا والخيال . وهناك الفراسة التي يستعان بها على كشف المجهول في الغد كما يستعان بها على كشف المجهول في هذا الزمن : ظنون المعية كالتي عناها شاعرنا العربي اذ يقول في وصف ممدوحه : الألمعي الذي يظن بك الظ ن ن كان قد رأى وقد سمعا .