صفحة:الكامل في صنعة الأسطرلاب الشمالي والجنوبي وعللهما بالهندسة والحساب، أحمد بن محمد الفرغاني.pdf/143

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

النوع السابع

في أن جميع ما يُتوهم من صنعة هيئة الأسطرلاب مخالفاً لما وصفنا غير ممكن ولا صحيح

أما ما وصفنا في كتابنا هذا من علة الأسطرلاب وصحتها وما احتيج إليه في صنعتها من كل ما قدمنا فقد أتينا على كُل بابٍ منه ببرهان واضح وحجة لازمة وأما ما عسى أحداً أن يتوهم من أنه قد يمكن أن تعمل آلة الأسطرلاب على غير هذه الهيئة التى وصفناها فسنبين أنه لا يجب الإقرار بذلك إما لأن بعض تلك الوجوه يستحيل البتة وإما لا يمكن عملها على الحقيقة ولكن على التشبيه والتقريب فى شدة وصعوبة وامتناع فى الصنعة ومخالفاً في القياس للصواب فسنقول أولاً إنه لا يمكن أن ينقل ما في كرة الفلك على جهة ما جدنا إلى سطح الأسطرلاب المماس للكرة على غير إحدى نقطتي القطبين من أجل أن حركة الفلك الكلية من المشرق إلى المغرب إنما هى على قطبي معدل النهار فأن جميع أجزاء فلك البروج يعول مع الكواكب الثابتة من الكرة تتحرك بحركة الكل في دوائر متوازية فإن توهمنا أنّه قد يمكن أن نجعل سطح الأسطرلاب يماس الكرة على غير أحدى قطبى معدل النهار فإن هذه الدوائر المتوازية تتشكل فى سطح الأسطرلاب غير متوازية لأن مراكزها حينئذ على نقط مختلفة ويقع قطب معدل النهار أيضاً خارجاً عن مراكزها جميعاً كما بيّنا من تشكيل دوائر مقنطرات الارتفاع فإذا تشكلت هذه الدوائر كما وصفنا فكيف يمكننا أن نرسم مدارات أجزاء فلك البروج ومواضع الكواكب موازياً بعضها لبعض وأيضاً فإن توهمنا أنّه قد يمكن أن ننقل هذه الدوائر على هذه بتشكيلها