صفحة:الكامل في صنعة الأسطرلاب الشمالي والجنوبي وعللهما بالهندسة والحساب، أحمد بن محمد الفرغاني.pdf/146

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٧٦
 

وكذلك يظن أنه لا يمكن رسم الأسطرلاب على جهة ما قدمنا إلا على قطبي معدل النهار وأيضاً فإن قوماً توهموا أن صنعة الأسطرلاب قد يمكن على وجهٍ آخر وذلك أنهم جعلوا بسيط كرة الفلك كأنه انفتق من أحد القطبين فصار دائرة مسطوحة على القطب الآخر ويشكل القطب المنفتق من القطبين في الأسطرلاب خطاً محيطاً بدائرة فكيف لا يقبح هذا الرأي ممن فكر فيه وعمل به إن كان قطباً معدل النهار نقطتين ثابتين غير متحركتين فكيف يمكن أن يتشكل أحدهما دائرة متحركة على القطب الآخر وهذا من أشنع ما يقال به

وأيضاً فإن القطبين لازمان فى كل حال لأفق الفلك المستقيم فكيف يمكن أن يلزم القطب وهو دائرة متحركة أفق الفلك المستقيم ولقد وصف محمد بن موسى فى هذا الباب ما فيه كفاية في إبطال هذا المذهب من من فكر فيه

وأيضاً فإنهم عملوا بعد ما بينا من فساد أصل ما بنوا عليه أن رسموا دائرة فلك البروج بخطوط تصل بين نقط مختلفة وذلك أنّهم أخذوا موضع ميل كل برج عن معدل النّهار على الخطوط التي تقسم مطالع الفلك المستقيم ثم وصلوا بين تلك المواضع بخطوط مختلفة في الهيئة أعني أنها ليست بقسى من دوائر ولا بخطوط مستقيمة بل تتشكل دائرة فلك البروج شبيهة بهيئة ما سماه الأولون الشكل التنوري ومعلوم عند أهل الهندسة أنه غير ممكن أن يُرسم على الصحة إلا أحد خطّين إما خطاً مستقيماً أو قوساً من دائرة فكيف يمكن أن نقول إن العمل بهذا الوجه صحيح أم كيف لو كان صحيحاً