صفحة:المختصر في حساب الجبر والمقابلة (1937).pdf/16

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
– ۱۱ –

فهذه العبارة وما ورد في كتاب ابن النديم تدل دلالة واضحة على معاصرة الخوارزمى للمأمون، وتمكننا من تحديد زمن حياة الخوارزمي تحديداً إجمالياً، وإن لم تمكنا من تعيين تاريخ ولادته وتاريخ وفاته على وجه التحقيق. ولم يرد في كتاب ابن النديم ذكر لأربعة كتب ألفها الخوارزمى ووصلت الى ايدينا وهي كتاب الحساب وكتاب الجبر الذي نحن بصدده، وكتاب في تقويم البلدان شرح فيه آراء بطليموس، وكتاب رابع جمع بين الحساب والهندسة والموسيقى والفلك. ومما يستلفت النظر أن الاسم الذي يلى اسم محمد بن موسى في كتاب الفهرست هو اسم سند بن على اليهودى وأن كتاب الفهرست ينسب الى هذا الاخير كتابا في الزيادة والنقصان وكتابا في الجبر وكتابا في الحساب عند اليهود. ويغلب سوتر 1 أن نسبة هذه الكتب الأخيرة إلى سند بن على حدثت عن سبيل الخطأ، وأن الصحيح نسبتها الى الخوارزمى. إلا ان هذا الخطأ أن كان قد حدث فعلاً فلابد أن يكون قد حدث مبكراً، أي في النسخ الاولى من كتاب الفهرست وذلك لأن ابن القفطى 2 المتوفى عام ۱۲٤۸ ميلادية ، يذكر في كتابه المسمى (فهرست العلماء) عن الخوارزمى نفس ما ذكره ابن الندم. كما أن مؤلف الفهرست كان ولا شك عالما بكتاب الجبر الذي نحن بصدده إذ انه ذكر ما لا يقل عن ثلاثة اسماء مختلفة وهم سنان بن الفتح وعبد الله بن الحسن السعدنى وابو الوفاء البزجانى على أنهم جميعاً قد شرحوا كتاب محمد بن موسى في الجبر. وقد ذكر المسعودى (۸۸٥-۹٥٦ ميلادية) فى مروج الذهب محمداً بن موسى بين المؤرخين، كما أن البيرونى (۹۸۳-۱۰٤۸ ميلادية) يشير الى أزياج الخوارزمى ومؤلفاته. الفلكية وللبيرونى مالا يقل عن


  1. انظر Suster, H., Das Mathematiker-Verzeichnis im Fihrist, Abhandlungen zur Geschichte der Mathematik مجلد ٦ (ليبزج ۱۸۹۲) ص٦۲-٦۳
  2. نفس المرجع ص٦۲-٦۳