صفحة:المدينة المسحورة (1946) - سيد قطب.pdf/100

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۹۸ وحاول الفتى أن يرد الصرة للفارس في إباء البدوى الشريف قربت الفارس على كتفه وهو يقول : لماذا لا تقبل هديتنا الضئيلة ، ونحن نستمتع بما هو - أثمن وأغلى ؟ ! وأحست في هذا اليوم براحة هادئة عند عودتها ، وزايلها ترددها واضطرابها . . . وأشرقت في نفسها مطالع مضيئة ، وإن لم تأخذ لها وجهة محدودة . ومضى الحال على هذا المنوال أياماً طويلة توثقت فيها الألفة بين الفارس والراعي ، وأصبح لقاؤها في كل يوم أمراً مقرراً ؛ ولم يعد الفتى الراعي يجفل أو يضطرب لرؤية الفارس وكوكبته ، ولم يعد عزفه يفسدو يموت إذا عزف على مرأى منه ومسمع ، فالفارس صديقه ، و إنه ليهفو إلى هذا الصديق الطيب المرح الجميل ، فوق ما يهفو الصديق إلى الصديق . . ... لذا لم يجد الفارس صعوبة في إقناع صديقه الراعي ذات يوم بأن يصاحبه في جولته اليومية، وأن تكون له فرس في الكوكبة ، وأن يدر به رئيسها على ألعاب الفروسية ! ولما احتج بغنمه وفتاته بنت عمه ، حلت العقدة بأن يقوم مقامه هناك أحد فرسان