صفحة:المدينة المسحورة (1946) - سيد قطب.pdf/101

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۹۹ الكوكبة كل يوم ، حتى تنتهى الجولة . وكان هذا فعلا ! و بعد شهر كان الفتى الراعي قد برع في ألعاب الفروسية جميعاً فقده المعشوق ، ووثاقة تركيبه ، ومرونة عضلاته ، وهوايته لفنه ، كل ذلك قد صاغ منه فارسا في فترة قصيرة ، و إن لم ينقطع عزفه الجميل كل يوم في فترة من جولاته و بينما الفتى مندفع في طريقه ، يستطيب عشرة رفيقه ، و يستلذ جولاته ونغماته . . . كان قلب الفتاة الراعية ينذرها بشر غامض من وراء هذه السيرة ، فبدأت تضجر من هذه الرحلة اليومية ، وتضيق بهذه الجولة التي تحرمها منه ومن أنغامه ... ولم تكن تدرى من حقيقة الأمر شيئا . ولكن الأحاديث تتصل بينها و بين الفارس الذي يؤانسها ، وتقرب المسافة بينه و بينها ، و يفيض معها في الحديث ، فيفضى إليها ذات يوم بالسر الخطير : إن الفارس الجميل ليس رجلا . إنما هو الأميرة التي تسكن هذا البرج العالى ، وهي ابنة الملك المحبوبة ! لو كانت طعنة خنجر لما وخزت الفتاة هذه الوخزة ، ولو كانت لدغة عقرب لما غزتها هذه الغزة ، ولوكانت قطعة جمر لما حرقتها هذه الحرقة . . . ليته يعود اللحظة لتأبى عليه أن يفارقها ، ...